تمر اليوم الذكرى الـ 925 على انطلاق حملة الفقراء التى سبقت الحملة الصليبية الأولى، وهى أولى الحملات الصليبية، وأكبر وأشهر حملة شعبية نظمت وأحسنها توثيقا، انطلقت قبل الحملة الصليبية الأولى، ويعتبرها البعض جزءا متمما لها.
وانتظمت هذه الحملة وتشكلت بقيادة كاهن إفرنجى يدعى "بطرس الأميانى" وشهرته "بطرس الناسك" وهو من دعاة البابا أوربان الثانى الداعى إلى المسير نحو الديار المقدسة واستخلاصها من أيدى المسلمين، فهجر بطرس الدير وراح يتجول فى أنحاء شمال شرقى فرنسا واللورين داعيًا إلى حملة البابا، واستقطب مظهره الرث، وحماره الأعرج وفصاحته، الفقراء فى كل مكان.
ولم يلتزم هؤلاء بالموعد الذى حدده البابا لخروج الحملة، أى يوم 15 أغسطس 1096م المُوافق فيه 22 شعبان 489هـ، فخرجوا قبل ذلك على شكل مجموعات مصطحبين معهم نساءهم وأولادهم واليسير من المُؤن والسلاح، كالعصى والسكاكين والسيوف الخشبية، وتوقعوا حدوث المعجزات والنصر على المسلمين بعون الملائكة.
دفعت معاناة أوروبا لسنوات منذ مطلع القرن الحادى عشر من الجفاف والطاعون، الآلاف للهروب من واقعهم المرير، أما الدافع الأكثر إثارة فكان انتشار خرافة "نهاية العالم" فى العام 1096 الذى تعرضت فيه القارة العجوز إلى انهمار للنيازك وخسوف للقمر واقتراب مذنب من الأرض، وغيرها من الظواهر الفلكية التى كان يعتقد أنها علامات على اقتراب فناء البشرية.
كل هذا كان سبباً وراء شعبية غزو أراضى المشرق، لتصل إلى ما يشبه "الهجرة الجماعية" إذ وصل عدد الراغبين فى الالتحاق بالحملة الصليبية الأولى أكثر من 100 ألف كان أغلبهم من المزارعين والنساء والأطفال وغير المتمرسين.
وانطلقت "حملة الفقراء" قبل موعد الحملة العسكرية بعدة أشهر بعدما نجح "بطرس الناسك" بتجميع جيش من آلاف الجهلة حوله للاتجاه إلى "الأراضى المقدسة"، ولم يكن لدى أفراد هذا الجيش فكرة إلى أين يذهبون، واعتقدوا أن كل مدينة سيطروا عليها فى طريقهم هى "القدس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة