"الكثير منا يتخذ مرضه شماعة لكى يعلق عليها خيبات الحياة" بهذه الكلمات بدأت الفتاة العشرينية ياسمين شريف حديثها حول انتصارها على السرطان، والسعى لتحقيق حلمها بالرغم من كثرة الظروف التى تمر بها، والتى من أبرزها فقدان البصر، لكنها لم تيأس وتخرجت فى كلية الإعلام، وصنعت برنامجا إذاعيا بموقع يوتيوب لكى تدافع عن حلمها الذى منعتها الإصابة من تحقيقه، لكنها نجحت فى أن تفتح باب رزق لها وتحقق حلمها بأن تكون مذيعة ومعدة بالبرنامج الخاص بها.
تقول ياسمين شريف صاحبة الـ 26 عامًا فى حديثها لـ اليوم السابع: "بالرغم من أننى ولدت فقيدة للبصر، وبعد ثلاث أعوام تعرضت لتعب مفاجئ وكانت بداية جديدة لانتشار أورام متفرقة بجسدى وجميع مفاصلى، لكنى وقتها كنت طفلة لا تبالي، وكبرت مع الأيام، وكنت حريصة على أني أكمل تعليمي"، وتابعت حديثها: "قضيت أعوام حياتى فى مغامرات داخل غرف العمليات، حتى كان آخرها بالقدم اليمنى، وكنت أظن أنها النهاية، لكل الحقيقة أنها كانت بداية حلم جديد وبداية معافرة، والحمد الله ربنا منحنى أرضية قوية لكى أستمر فى طريق أحلامى التى لا تنتهى، وأكملت دراستى فى المنزل بالرغم من الصعوبات اللى واجهتها، ولكن دعم أسرتى لى كان الدافع القوى للاستمرار دون كلل أو ملل".
وأضافت: "حلمت إني أشتغل في الإذاعة، وكان حلم غير موفق، لكن لم أتوقف وفكرت ما بيني وبين نفسي ليه ما اعملش برنامج ويكون خاص بيا، وأكون أنا المذيعة وأنا الإعداد والإخراج، وبالفعل خلال أيام بدأت في تنفيذ فكرة البرنامج على موقع اليوتيوب، واتعلمت المونتاج خصوصًا عشانه".
وعن فقرات البرنامج الخاص بها تحكي "ياسمين" قائلة: "ناقشت فيه حاجات كثيرة متنوعة، وموجود فيه أكتر من فقرة، فيه فقرة اسمها احكي يا شهرة زاد، ودى كانت تعتمد على مشاركة الجمهور بمواضيعهم اليومية وحكاياتهم، وأيضًا كان يوجد به فقرة صوت المواهب، وهذه الفقرة كانت تساعد على إبرازالمواهب، وأيضًا فقرة قصة وخبرة، وهذه الفقرة كانت مخصصة للأطفال، وبحكي من خلالها حكاية مسلية ومفيدة"، وتقول إن البرنامج يحتاج في كثير من الأحيان لبعض الوقت، يتراوح ما بين يومين أو ثلاثة أيام من أجل إعداده، بداية من البحث، وكتابة الإسكربت للحلقة والتسجيل، لاسيما المونتاج الذى كان يستغرق الكثير من الوقت والمجهود، وقد تتراوح ساعات العمل من 3 لـ 6 ساعات يومًا".
وتنهي "ياسمين" حديثها قائلة: "بالرغم من حصولي على دعم كامل من أهلي، لكن كانت حياتي لا تخلو من المحبطين الذين كانوا يبثوا اليأس في قلبي، وكانت كلماتهم عبارة عن وجع بداخلى"، وأضافت أن البعض كان يقول جمل سلبية عنها مثل: "تعلموها ليه مفيش منها فايدة دا تعب على الفاضي"، وكلمات من هذا القبيل حتى تخرجت فى كلية الإعلام وهنا بدأت فى السعى لتحقيق حلمها كأى شخص طبيعي يحلم بتحقيق أحلامه، وأكدت قائلة: "سأستمر بالنجاح، وكانت آخر نجاحتى هى مشاركتى بمعرض الكتاب من خلال كتابة فصل داخلي بكتاب مجمع، وهذا الكتاب حقق أعلى نسبة مبيعات بمعرض القاهرة، وسينشر بمعرض الإسكندرية أيضًا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة