سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 30 يوليو 1985.. إدارة الأهلى بقيادة صالح سليم تقرر إيقاف 16 من اللاعبين المتمردين المتضامنين مع «الجوهرى» المستقيل ولعب مباراة الزمالك بالناشئين

الجمعة، 30 يوليو 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 30 يوليو 1985.. إدارة الأهلى بقيادة صالح سليم تقرر إيقاف 16 من اللاعبين المتمردين المتضامنين مع «الجوهرى» المستقيل ولعب مباراة الزمالك بالناشئين صالح سليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاجأ المدير الفنى لفريق الأهلى لكرة القدم الكابتن محمود الجوهرى الجميع بتقديم استقالته يوم 23 يوليو عام 1985، فاشتعلت الأوضاع داخل النادى، وبين جماهيره، وأخذت القصة أبعادا أكبر من كونها استقالة لمدرب سيمضى، ثم يأتى غيره، وطوال فترة زادت عن أسبوع عاش النادى والملايين من عشاقه على قلق لأن الاستقالة تحولت إلى معركة إرادات بين «الجوهرى» واللاعبين من ناحية، وإدارة الأهلى برمزها صالح سليم رئيس النادى من ناحية أخرى.
 
كان صالح سليم رئيسا «كاريزميا» يجمع بين النجومية والصرامة والكرامة الشخصية، ومعبرا عن تاريخ «الأهلى» بقيمه ومبادئه وعراقته، منذ أن فاز فى انتخابات رئاسة النادى لأول مرة عام 1980 وعمره 50 عاما، وكان «الجوهرى» فاتحة المدربين المصريين الذين يجمعون بين العلم وقوة الشخصية ونزاهتها، وأصبح نجما فى مجاله منذ أن جاء به صالح مدربا للأهلى عام 1982، وبين الاثنين بسماتهما الشخصية دارت وقائع هذا الحدث الذى يعد من «كلاسيكيات» الأزمات فى تاريخ الأهلى، بوصفها نموذجا فى إعلاء قيمة المبدأ مهما كانت التضحيات.
 
استمر «الجوهرى» مدربا للأهلى من 1982 إلى 1984 حصل فيها على كأس أندية أفريقيا، ثم سافر إلى الشارقة وعاد مرة أخرى إلى الأهلى عام 1985، ثم استقال وقال لجريدة الأهرام فى عددها 24 يوليو 1985: «إن العقبات توضع فى طريقى منذ تعيينى»، وأعطى أمثلة، قائلا: «كثرة وتنوع العراقيل التى يفرضها مجلس إدارة النادى فى طريق عملى وأدق تفاصيله الفنية، خاصة من جانب أعضاء مجلس الإدارة الذين عارضوا عودتى لتدريب الفريق.. ثانيا: قيام حسن حمدى عضو مجلس الإدارة المعين بتعديل لائحة الاختصاصات الخاصة بى والتى قبلت العمل على ضوئها دون أخذ رأيى فيها، وتدخله المستمر فيما لايعنيه من برامج التدريب والمباريات، وهو ما يخرج عن دوره الأساسى المكلف به من مجلس الإدارة لتذليل الصعاب الإدارية الخارجة عن اختصاصى وبناء على طلبى».
 
اشترط «الجوهرى» للعودة، أن يحصل على السلطة المطلقة إداريا وفنيا، وإلغاء منصبى المشرف على الكرة ومدير الكرة، والاكتفاء بوجود إدارى مهمته فى حدود الشؤون الإدارية فقط.. رد مجلس الإدارة ببيان نشرته الأهرام 26 يوليو 1985، قال فيه، إن تعيين الجوهرى كان بإجماع أعضاء مجلس الإدارة، وكلف حسن حمدى عضو المجلس والذى كان متحمسا لتعيينه بالاتصال به والتعاقد المبدئى معه، وبعد تكليف حسن حمدى بالإشراف على الكرة تم اختيار الجهاز الفنى والإدارى بناء على رغبة الجوهرى شخصيا، وهو صاحب فكرة تعيين مدير للكرة ليتفرغ هو للنواحى الفنية، ووافق على أن يكون الكابتن هانى مصطفى هو المدير، ولم يحدث أن تدخل حسن حمدى فى الشؤون الفنية للكابتن الجوهرى لظروف سفر كليهما للخارج حتى الآن، وأن الجوهرى لم يكتف بتقديم الاستقالة بل تجاوزها إلى محاولة استعداء بعض اللاعبين.
 
زاد الموقف حدة بدخول اللاعبين حلبة الصراع وذلك لأول مرة فى تاريخ كرة القدم المصرية، حيث تضامنوا مع الجوهرى، ودخل 16 لاعباً معه فى معسكر خارجى استعدادا لمواجهة الزمالك، وهم: زكريا ناصف وحسام البدرى وضياء السيد وهانى عبداللطيف وأسامة عرابى ومحمد عامر وشريف عبدالمنعم ومدحت رمضان وخالد جاد الله ومختار مختار ومحمد حشيش وماهر همام ورمضان السيد وحمدى أبوراضى وسمير فوزى وأيمن شوقى، وزاد الأمر اشتعالا بانضمام اللاعبين الدوليين الموجودين بالمغرب لمواجهة المنتخب المغربى فى تصفيات كأس العالم 1986 إلى زملائهم فى القاهرة، وهم، ثابت البطل، ومحمود الخطيب ومجدى عبدالغنى، وعلاء ميهوب، وطاهر أبوزيد، ومصطفى عبده، وإكرامى، وأحمد شوبير، ومحمود صالح، وربيع ياسين، وأصدروا بيانا بذلك من المغرب نشره حسن المستكاوى فى رسالته من الدار البيضاء يوم 27 يوليو 1985 .
 
اعتبرت الإدارة أن ذلك تمردا لا بد من مواجهته بحسم، فأنذرت الـ16 وطالبتهم بالعودة، ولم تتهدد بمباراة الزمالك المنتظرة، وفقا للأهرام فى 30 يوليو، مثل هذا اليوم 1985، أعلن حسن حمدى فى مؤتمر صحفى بالنادى قرارا بإيقاف الـ16 لاعبا المتهمين بالتمرد لمدة شهر، ورفع مذكرة لمجلس الإدارة للموافقة على شطب سبعة لاعبين منهم، بالإضافة إلى عدم مشاركة الدوليين العائدين من مباراة المغرب، وعودة الجوهرى بعد اعتذاره، ولعب مباراة الزمالك فى كأس مصر بالناشئين، وكانت المفاجأة فوز الأهلى بثلاثة أهداف لهدفين.
 
انتهت الأزمة، لكنها أحدثت شرخا عميقا فى العلاقة بين صالح سليم الذى كان يديرها من لندن، وبين الجوهرى، واستمرت حتى توفيا وهما على خصام بعد أن كانا صديقين فى الملاعب، ثم لفترة قصيرة وقت أن كان صالح رئيسا والجوهرى مدربا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة