يمر اليوم 23 عاما ً على رحيل وحش الشاشة الفنان الكبير فريد شوقى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 27 يوليو من عام 1998 بعد رحلة مع الفن والحياة استطاع خلالها أن يسجل اسمه فى سجل التاريخ كأحد عمالقة الفن ورواده وأن يخلد اسمه دائما فى ذاكرة الملايين ويحصد العديد من الألقاب ومنها الملك ووحش الشاشة وملك الترسو ، ويصل لمكانة لم يصل إليها غيره من الفنانين.
أعطى وحش الشاشة كل عمره للفن وأبدع فى مئات الأدوار وتنقل بين أدوار الشر والخير ، التراجيديا والكوميديا، الشاب والكهل، ولم يكتف بكونه ممثل كبير ولكنه كتب القصة والسيناريو وأنتج العديد من الأعمال، وهو صاحب العديد من الأفلام التى صنفت ضمن أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية.
وإلى جانب تاريخه الفنى الثرى ومشواره الطويل امتلك وحش الشاشة مشواراً ثرياً مع الحياة والتجارب الإنسانية العديدة والطريفة، وكانت حياته مليئة بالأحداث والمفارقات.
لم يكن هذا الفنان العبقرى متفوقاً فى دراسته التى شغله الفن عنها وهو ما اعترف به فى العديد من الحوارات، حيث اعترف فى حوار نادر لمجلة الكواكب عام 1955 بأنه كان طوال حياته الدراسية تلميذا مناكفا، فكان الفتوة فى المدرسة الابتدائية، و الزعيم فى مدرسة الفنون التطبيقية، وكان غالبا لا ينجح إلا فى امتحانات الدور الثانى.
وأشار فريد شوقى إلى أنه نجح مرة واحدة فى الدور الأول، وذلك فى امتحانات النقل من الصف الثالث للصف الرابع الابتدائى، والسر فى ذلك أنه قضى فى السنة الثالثة 4 سنوات كاملة.
وانشغل وحش الشاشة بحب الفن منذ طفولته وصباه وحدثت له العديد من المواقف بسبب هذا الغرام والعشق حيث حكى لمجلة الكواكب فى عدد نادر عن أحد المواقف التى حدثت له فى العيد وهو فى بداية حياته حين كان فى سن السادسة عشرة من عمره.
وقال وحش الشاشة أنه فى سن 16 عاما قرر إقامة حفلة يقدم خلالها مسرحية من تأليفه وإخراجه وبطولته.
وأوضح ملك الترسو أنه ذهب لتأجير مسرح فى شارع عماد الدين وكانت قيمة الإيجار 4 جنيهات واختار أول أيام العيد لتقديم المسرحية ، ودفع عربون جنيهاً واحداً لتأجير المسرح، واشترط صاحب المسرح أن يحصل على باقى الإيجار قبل رفع الستارة .
وأشار فريد شوقى إلى أنه لم يستطع تجميع باقى مبلغ الإيجار يوم الحفل، لأن معظم أصدقائه الذين اشتروا التذاكر أجلوا الدفع حتى يجمعوا العيديات ويسددوا منها ثمن التذاكر، وأصر صاحب المسرح أن يحصل على باقى الإيجار قبل رفع الستارة ، وإلا ألغى الحفل.
ولم يكن وحش الشاشة يمتلك شيئاً وقتها ليخرج من هذا المأزق سوى بدلة العيد الجديدة ، فعرض على صاحب المسرح أن يرهن لديه البدلة الجديدة إلى ما بعد الحفل مقابل أن يسح له بعرض المسرحية ، وبعد انتهاء الحفل لم يستطع جمع باقى المبلغ من زملائه ، فاضطر أن يترك البدلة لصاحب المسرح وأن يذهب لبيته بملابس التمثيل، وعندما رآه والده تعجب مما يرتديه وسأله أين البدلة الجديدة، فحكى له وحش الشاشة ما حدث وذهب معه والده فى اليوم التالى لصاحب المسرح وسدد له قيمة الإيجار واسترد بدلة ابنه.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1954 اعترف ملك الترسو بأنه بدأ مشواره الفنى بكذبة، حيث ادعى أنه يجيد ألواناً مختلفة من الرياضات ومنها الملاكمة والسباحة وركوب الخيل والقفز من ارتفاعات عالية، ورشحته هذه الكذبة للعمل فى فيلم " ملائكة فى جهنم"، وكان الدور يستلزم أن يجيد من يقوم به الملاكمة والسباحة.
واكتشف المخرج أثناء التصوير أن فريد شوقى لا يعرف شيئا عن هذه الرياضات، وأن كل علاقته بالرياضة أنه كان عضواً فى فريق الكشافة بالمدرسة الابتدائية، فاضطر لإلغاء المشاهد التى تعتمد على الرياضة، ونجح الفيلم نجاحاً كبيراً، ورشح بعدها وحش الشاشة لأدوارالقوى والشرير وحقق النجاح والتالق فى كل أدواره.
وكان وحش الشاشة يحرص على تقديم نماذج من الحياة على الشاشة ومنها شخصية المجرم والفتوة وغيرها ، حتى أنه فكر ذات مرة أن يقدم شخصية تعرف عليها ورآها بين مجاذيب الحسين وهى شخصية الشيخة سعدية، التى كان يعرفها كل أهل الفن والثقافة مرتادى حى الحسين، وكانت الشيخة سعدية تحفظ كل أغانى أم كلثوم وخاصة قصائد مدح الرسول التى كانت تغنيها بصوت جميل طوال العام، ولكنها كانت تصوم عن الغناء فى رمضان تمامًا.
وكانت الشيخة سعدية تتمتع بثقافة فنية واسعة وتشارك فى الندوات الفنية والثقافية بآرائها عن نجمات الفن ومنهم فاتن حمامة وماجدة وليلى مراد، وكان الفنان فريد شوقى من بين مرتادى هذه الاحتفالات والسهرات ومن أشد المعجبين بالشيخة سعدية، حتى أنه فكر فى أن ينتج فيلمًا يحكى قصتها، ولكنه خاف من سخط شيوخ الطرق الصوفية الذين حذروه من إتمام هذه الفكرة فعدل عنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة