صدر حديثا عن دار الرواق للنشر والتوزيع رواية جديدة تحت عنوان "فاروق الأخير" للكاتب منتصر أمين، وتقع الرواية فى 236 صفحة من القطع المتوسط، تتصدرها صورة للملك فاروق فى شبابه، وهى السادسة فى سلسلة روايات الكاتب وتدور حول الأيام الأخيرة من حكم آخر حكام أسرة محمد على باشا.
تبدأ الرواية من روما حيث المشهد الأخير فى حياة الملك فاروق الذى توفى فى 18 مارس 1965 عن عمر ناهز 45 عاماً بعد عشاء دسم فى أحد المطاعم، ثم الجدل حول مكان دفنه مع عدم ترحيب السلطة المصرية آنذاك بدفنه فى مصر.
وفى الفصول التالية يعود المؤلف إلى البدايات متجاوزاً السنوات الأولى فى عمر فاروق لينطلق من نقطة دراسته فى إنجلترا التى قطعها فجأة بعد وفاة أبيه الملك فؤاد الأول فى أبريل 1936 وعودته إلى مصر لتسلم السلطة.
ولما كانت الأحداث التاريخية والوقائع مثبتة ويصعب تغييرها، وجد المؤلف متسعاً لخياله فى كواليس سنوات حكم الملك فاروق وعلاقته بأسرته وحاشيته والشخصيات السياسية البارزة آنذاك خاصة أمه الملكة نازلى ورئيس الديوان الملكى أحمد حسنين باشا والأميرة شويكار زوجة أبيه الأولى.
وفى هذا الصدد جاء بالسطور القليلة للتعريف بالرواية على الغلاف الخلفى "فوجئ الفتى الصغير- فى سن السابعة عشرة- بنفسه ملكاً على مصر.. فى ذلك الحين انحنى له كبار رجال الدولة، تملقه الجميع.. عاش ضحية قهر الأب والخلافات الأسرية والمرض، وقع فريسة لمستشارى السوء وطالبى المناصب الرفيعة.. فقد عرشه قبل أن يعتليه حين قبل المُلك وهو فى طراوة الصبا وضحالة العلم".
وبينما تناولت الكثير من الكتب والروايات علاقة الملكة نازلى بأحمد حسنين باشا وما غرسته من مرارة فى نفس الملك فاروق تبرز الأميرة شويكار فى العمل كشخصية مثيرة للدهشة وجديرة بالتأمل.
تلعب الأميرة شويكار دورا محوريا فى تحريك أحداث الرواية فيعزو إليها المؤلف الوشاية بعلاقة غريمتها الملكة نازلى بأحمد حسنين باشا للملك، كما يعزو إليها إدخال فاروق لعالم السهرات والحفلات الخاصة التى كتبت نهاية زيجته الأولى من الملكة فريدة.
ولا تغفل الرواية الإطار السياسى لهذه الحقبة التى اتسمت بالتوترات والمشاحنات بين الأحزاب السياسية وبين الملك والاحتلال الأجنبى ممثلاً فى السفير البريطانى السير مايلز لامبسون.
كما تتوقف قليلاً عند حادث السير الذى تعرض له الملك فاروق بسيارته عام 1943 والتحول الذى طرأ على تفكيره وأسلوبه فى الحكم بعد الحادث.
ومع حلول مشهد النهاية الذى يغادر فيه الملك المتنازل عن عرشه للخارج يبرز التضاد الذى رمى إليه المؤلف من عنوان روايته (فاروق الأخير).. فالرجل الذى حمل لقب فاروق الأول كان آخر حكام مصر من أسرة محمد علي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة