تحاول الدول الأوروبية احتواء انتشار فيروس كورونا فى مواجهة مخاوف من تفشى الوباء بشدة فى الأسابيع الأخيرة، ولذلك تعود من جديد لفرض قيود على مواطنيها وتشدد شروط الدخول إلى أراضيها، ارتفع معدل التطعيم اليومى فى حوالى 12 دولة بسبب متغير دلتا ووسعت الحكومات حملات التحصين .
وأصبحت أوروبا أول منطقة فى العالم تتجاوز 50 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا، حيث تسبب متغير دلتا الأكثر عدوى فى ارتفاع قياسى فى الإصابات اليومية الجديدة، وتشهد المنطقة مليون إصابة جديدة كل ثمانية أيام وقد أبلغت عما يقرب من 1.3 مليون حالة وفاة منذ بدء الوباء، حسبما قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن متغير دلتا أهم أسباب ارتفاع اصابات كورونا فى أوروبا، والذى تم اكتشافه فى حوالى 10 دول، والآن هو المتغير السائد فى جميع أنحاء العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوروبا تظل واحدة من أكثر المناطق تضرراً على هذا الكوكب، حيث تبلغ عن 27٪ من الحالات العالمية و31٪ من إجمالى الوفيات، واستغرقت أوروبا 194 يومًا للانتقال من 25 مليونًا إلى 50 مليون حالة، فى حين تم الإبلاغ عن أول 25 مليون حالة فى 350 يومًا، وفقا لأحدث البيانات.
وأنهت المملكة المتحدة القيود المفروضة بسبب كورونا أمس الاثنين، وأطلق عليه "يوم الحرية" ولكنه ادى إلى ارتفاع عدد الإصابات مع توقعات قاتمة، ولا تزال عدد من الدول الاوروبية تفرض قيودا أخرى بعد الارتفاع الأخير فى عدد الاصابات.
ونفذت فرنسا بعض الإجراءات الأكثر صرامة فى أوروبا، وذلك بعد أن أعلنها رسميا دخولها الموجة الرابعة، والتى تتطلب تصريحًا صحيًا لاختبار التحصين فى مجموعة واسعة من المواقع منذ بداية أغسطس. كما فرضت التطعيم الإجبارى للعاملين الصحيين.
وتطلب فرنسا من يوم السبت إجراء اختبار فيروس كورونا سلبيًا خلال الـ 24 ساعة الماضية لجميع الذين لم يتم تطعيمهم من المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال وقبرص واليونان وهولندا، بالإضافة إلى إدراجها فى قائمتها "الحمراء" للدول بسبب الوباء. خطر على كوبا وإندونيسيا وموزمبيق وتونس.
كما أن فى فرنسا، تظاهر ما يقرب من 114 ألف شخص السبت الماضى فى مدن مختلفة، وفقًا لوزارة الداخلية، احتجاجًا على فرض التطعيمات الإلزامية على بعض المهنيين أو شهادة صحية للوصول إلى معظم الأماكن العامة اعتبارًا من أغسطس.
أعلنت هولندا قبل أيام أنها ستعيد تطبيق العمل عن بعد بسبب زيادة الإصابات بكورونا بعد أسابيع من القضاء عليه، إلى جانب بعض القيود فى الحانات والمطاعم والنوادى الليلية.
وتلجأ اليونان إلى فرض حظر تجول ليلى بين الساعة العاشرة مساء والسادسة صباحا، وذلك بعد أن تضاعف أعداد الإصابات 10 مرات. لكن الإصابات تتزايد مرة أخرى ومن المتوقع حدوث تفشى جديد لهذا الوباء، والذى خلف بالفعل أكثر من 4 ملايين حالة وفاة فى العالم.
إسبانيا، على سبيل المثال، تسجل نموًا متسارعًا للعدوى، خاصة بين الشباب الذين لم يتم تطعيمهم بعد، ولديها حوالى 8 ملايين مواطن يخضعون لحظر التجول. ومع ذلك، لا تزال الوفيات منخفضة بفضل معدلات التطعيم المرتفعة، التى احتفل بها السبت الماضى رئيس الحكومة بيدرو سانتشيز، الذى قال فى حفل أقامه حزبه الاشتراكى "الأسبوع المقبل، سيكون لدى واحد من بين كل إسبان الجرعة الكاملة".
وتخشى كتالونيا من الموجة الخامسة لوباء كورونا، والتى من المتوقع أن تبدأ الأسبوع القادم، مع توقعات بارتفاع إصابات الوباء بسبب متغير دلتا، ولذلك فقد قامت باتخاذ إجراءات مماثلة لليونان من فرض حظر تجول ليلى، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وفى بلجيكا، أعلن رئيس الوزراء البلجيكى ألكسندر دى كرو خلال مؤتمر صحفى أمس الاثنين أن بلجيكا تشدد قواعدها الخاصة بالمسافرين العائدين من المنطقة الحمراء، وقال دى كرو، أريد أن أبدأ بإلقاء الضوء على بعض النقاط المهمة فى وضعنا الحالى، اليوم، لدينا أكثر من ثمانية من كل عشرة بالغين حصلوا على الجرعة الأولى، مما يضعنا فى قمة أوروبا.
وأضاف "وربما الأهم من ذلك، أنه من بين أولئك الذين يعانون من حالات مرضية كامنة، تم تطعيم أكثر من ثلاثة من كل أربعة بشكل كامل، ومع ذلك، علينا تخفيف الإجراءات خطوة بخطوة. كما انه علينا أن نظل يقظين. لا يزال بإمكان الناس أن يقعوا ضحايا جراء هذا المرض".
وقال دى كرو أيضاً "لقد رأينا فى البلدان التى تُسرع فى تخفيف إجراءاتها أنه يتعين عليها اتخاذ خطوات إلى الوراء"، "حكومتنا لا تريد ذلك".
وذلك فى الوقت الذى تتوقع الوكالة الأوروبية لمكافحة الأمراض (ECDC) انتعاشًا قويًا فى الوباء إلى خمسة أضعاف عدد الحالات الجديدة من الآن وحتى 1 أغسطس. ومع ذلك، فهو يعتقد أن عدد حالات العلاج فى المستشفيات والوفيات لن يزداد كثيرًا.
الاتحاد الأوروبى يسرع التطعيم
زعم المسؤولون عن الاتحاد الأوروبى أنهم تجاوزوا الولايات المتحدة فى نسبة السكان الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس كورونا. قال تييرى بريتون، رئيس السوق الداخلية فى المفوضية الأوروبية، الذى تعرض لانتقادات واسعة فى بداية العام بسبب بطء إطلاق حملة التحصين: "لقد وعدنا وفعلنا ذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة