الصبر والتركيز والحكمة مميزات يجب أن تتوافر في لاعب الشطرنج، بل أنها قد تؤهله لبطولات دولية وعالمية رافعاً اسم وطنه، هذا ما فعله عبد الرحمن هشام صاحب الـ 28 عامًا، بعدما صعد لدور 64 في بطولة العالم للشطرنج، وذلك بعد حصوله على بطولة إفريقيا عام 2016، والحاصل مع المنتخب المصري على الميدالية الذهبية في أولمبياد باتومي-جورجيا 2018 في مجموعة (ب).
قال عبد الرحمن في حديثه لـ "اليوم السابع" إنه بدأ لعبة الشطرنج منذ أن كان بعمر الـ 12 عام، وكان عن طريق أخيه الأكبر الذي كان عاشقاً للعبة، وكان هو من يشجعه على اللعب معه في وقت فراغهما، وأثنى بالفضل على والدته التي كانت تدفعه وأخيه لممارسة رياضتهما المفضلة بشكل احترافي أكثر، خاصة بعد مشاهدتها أحد الإعلانات في جريدة يطلبون فيه لاعبين شطرنج للالتحاق بالمنتخب لبطولة الناشئين عام 2003.
وتابع أنه بدأ باللعب وكان للحظ دورًا كبيرًا في حياته الاحترافية، خاصة بعد اعتذار أسطورة الشطرنج العالمي محمد عزت وقتها عن لعب إحدى البطولات التي أقيمت في أوغندا، وذهب هو بدلاً منه عام 2016، وأردف أن قلة اللاعبين في مصر والاهتمام بهم يجعل محترفيها عددهم أقل بكثير مما نتوقع، حيث أن عدد ممارسين اللعبية لا يتجاوز 10000 لاعب.
ظل عبد الرحمن في تقدمه بالشطرنج كلاعب هام في منتخب مصر، حيث حصل على بطولة إفريقيا للشباب والناشئين، وأثناء فترة انتشار كورونا الأولى بدأ بنشر عدة فيديوهات تعليمية للشطرنج على قناته الخاصة على اليوتيوب، مما جعل مسئولي منتخب تونس يتواصلون معه بسببها، ومن هنا أصبح مديراً فنياً للأكاديمية الدولية للشطرنج ببوحجر في تونس.
عشقه للعبة الذكاء الأولى جعله يكرس كل وقته لها، فبالرغم من تخرجه في كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، إلا أن الشطرنج هو هوايته المفضلة، بل سعى للاحتراف فيها محلياً أولاً، ثم الانطلاق بها عالمياً، وتابع أن بدايته مع لعبة الشطرنج بدأت منذ عام 2005، وكانت بالنسبة له مجرد هواية، إلا أنه اكتشف مهاراته بها، الأمر الذي جعله يترك العمل في مجال دراسته والتفرغ بشكل تام لهوايته، وبدخوله عدة مسابقات محلية جعله من قناصي الجوائز والفرص العالمية، الأمر الذي أهله لأن يكون مديرًا فنيًا ومدربًا محترفًا في تونس الخضراء.
ترك "عبد الرحمن" العمل بمجال دراسته بعد تأكده من شغفه بلعبة الشطرنج، بل أن احترافه لها جعله مؤهلاً لتدريب الكثيرين، بل أصبح بالفعل مديراً فنياً للأكاديمية الدولية للشطرنج بدولة تونس، وتابع أن من أفضل الأشياء التي قد يفعلها الشخص هو امتهان هوايته والاحتراف بها للوصول للعالمية، وتابع أن شهرة اللعبة لا تفوق شهرة بعض الالعاب الاخرى مثل كرة القدم وغيرها لأنها تعتمد على ذكاء وتركيز أكبر، فهي لعبة لا يمارسها سوى شخص يعشقها وموهوب فيها بدرجة كبيرة.
وأردف أن بالرغم من أنها هوايته منذ صغره إلا أن التحاقة بمنتخب الشطرنج بمصر جعله يسعى للمزيد من التقدم بها، وتابع: "في أول مشاركة لي في كأس العالم نسخة 2021 خرجت في الجولة الثانية، بعد الفوز في الجولة الأولى على صديقي أحمد عدلي بطل إفريقيا"، وتابع أن أسوأ الصدف هي أن يأتي اثنان من نفس البلد ضد بعضهما، وأضاف عن الأداء أن المعلقين والاتحاد الدولي أشادا به، وأردف أنه في الجولة الثانية خسر من بطل رومانيا كونستانتين لوبوليسكو، واختتم: "حاولت أضغط زيادة عن اللزوم في ثاني دور، الحمد لله راضي عن الأداء، وهشتغل على حل الأخطاء في الفترة القادمة لكي أرفع اسم بلدي، خاصة أني حالياً مؤهلاً لبطولة العالم."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة