تحتفل الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة البيزنطية اللوثرية والرومانية الكاثوليكية بعيد القديس فلاديمير فى 15 يوليو من كل عام، وهو أمير كييف فى الفترة من "972-1015"، وهو أول حاكم مسيحى فى روسيا، قام بتوحيد مقاطعتى كييف ونوفغورد فى دولة روسية واحدة، دخل المسيحية عام 988، وبذلك ظهرت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية إلى الوجود، ويعرف بلقب "الكبير".
أدخل المسيحية إلى كييف روس والذي جعل إمارته أمة مسيحية جديدة تتبع الطائفة الأرثوذكسية، كانت جدته لأبيه هي القديسة أولجا التي أخذت اسم هيلانة بعد المعمودية، حيث اعتنقت المسيحية حين كانت وصية على العرش سنة 957. أما ابنها سفياتوسلاف أبو فلاديمير فقد رفض اعتناق المسيحية وبقى على الديانة الوثنية وعبادة آلهة الفايكنج بالرغم من توسلات أمه ليقبل المعمودية، فقد اعتبرها خيانة عظمى لتقاليد شعبه.
وبحسب كتاب "الافخارستيا سر الحياة" للدكتور مارك شنودة، تحكى إحدى الروايات المتعلقة بتحول روسيا إلى المسيحية الأرثوذكسية، فى القرن العاشر، حيث أن روسيا فى ذلك الوقت كانت مفككة إلى إمارات متعددة، وكانت العبادة الوثنية هى السائدة فيها فى ذلك الوقت، وكانت المسيحية محدودة جدا فيها، وتنحصر فى بعض الأسرفى مدينة كييف، ومن أشهرها أسرة الأميرة أولجا، أميرة كييف، التى تحولت إلى المسيحية فى الفترة ما بين عامى 945 – 957.
وكان للأميرة أولجا أحفاد كثيرون أحدهم هو الأمير فلاديمير، الذى صار يعرف فيما بعد باسم "فلاديمير الأول" أو "فلاديمير الكبير" حكم فى الفترة من 972 إلى 1015م، وقام بتوحيد مناطق كثيرة فى روسيا، وفى عهده ظهرت الإمبرطورة الروسية وأصبحت ذات شأن.
أراد فلاديمير أن يختار ديانة رسمية لإمبرطوريته الجديدة، ليتوحد الجميع تحتها، فقام بإرسال رسل إلى الإمبرطوريات والمماليك المجاورة، بهدف استكشاف ديانتهم، ولم يسترع انتباههم شىء من عبادتهم، حتى وصولوا القسطنطينية عاصمة الإمبرطورية البيزنطية آنذاك، ففرح الإمبرطور قسطنطين وأعد الكنيسة والإكليروس.
وتعمد الأمير فلاديمير بعد ذلك، وأعلن المسيحية الديانة الرسمية لكل الإمبرطورية الرسمية، وأصبح له دور فى نشر الديانة فى أرجاء الإمبرطورية بدون عنف، وظلت كنيسة قسطنطينية ترعى كنائس روسيا ثلاثمائة عام.
تشير عدد من المصادر أن خلال فترة حكمه المسيحى، عاش فلاديمير تعاليم الإنجيل من خلال الأعمال الخيرية، كان يوزع الطعام والشراب على الأقل حظاً، وبذل جهداً للوصول إلى الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الوصول إليه، استند عمله على الدافع لمساعدة الجيران من خلال تقاسم عبء حمل صليبهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة