يبدو أن السباق الجمهورى نحو البيت الأبيض فى 2024 قد اشتعل مبكرا، حيث قالت وكالة اسوشيتدبرس إن الأيام القليلة الماضية شهدت ظهور نيكى هالى فى أيوا، بينما تودد مايك بنس للمانحين فى كاليفورنيا، وعاد ترامب إلى منصة الحشود يختبر إمكانية القيام بحملة انتخابية ثالثة للفوز بالرئاسة.
وعلى الرغم من تبقى أكثر من عام على إجراء الانتخابات النصفية، المقررة فى نوفمبر 2022، و1225 يوم على موعد الانتخابات الرئاسية القادمة، إلا أن الجمهوريين الذين يبحثون الترشح للرئاسة لا يضيعون وقتا فى المناورة من اجل الحصول على مركز قوى فيما يمكن أن يكون ميدانا مزدحما للغاية من المتنافسين.
ومن المتوقع أن تزداد الأمور فى الأسابيع القادمة، لاسيما فى أيوا، الولاية التى ينطلق منها السباق التمهيدى والتى يلعب فيها الإنجليون المحافظون دورا مهما فى توجيه اتجاه الحزب الجمهورى. ومن المقرر أن يزور السيناتور توم كوتون من أركنساس أيوا ، وكذلك سيفعل آخرون قريبا منهم مايك بنس وحاكم ثاوث داكوتا كريستى تويم ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو فى يوليو المقبل.
ورأت أسوشيتدبرس أن هذا النشاط إشارة على عدم وجود مرشح أوفر حظا ليقود الجمهوريين لو اختار ترامب الترشح.
ويقول مايك دوهايم، المخطط الاستراتيجى الجمهورى، إن الوقت لا يزال مبكرا بالتأكيد، لكن لا يبدو أنها فكرة سيئة بناء على الوضع. فقد تغير الحزب والناخبون يتغيرون ويعتقد أن العملية تتغير، مشيرا إلى أن العديد من المرشحين أنفسهم يدركون ذلك.
وحتى الآن، فإن السؤال الرئيسى فى قلب السياسات الخاصة بالحزب الجمهورى هو ما إذا كان ترامب سيترشح مرة أخرى.
كان الرئيس السابق قد أشار إلى أنه سيتخذ قراره بعد الانتخابات النصفية العام المقبل. لكنه يواجه حاليا مشكلات قانونية متصاعدة، منها أن الإدعاء فى مانهاتن ربما يوجه اتهامات جنائية ضد شركته هذا الأسبوع، كما يخضع ترامب لتحقيق من قبل مدعى المقاطعة فى جورجيا لمحاولة الضغط على مسئولى الانتخابات لتغيير النتائج لصالحه.
ورغم ذلك، فإن ترامب منذ أن ترك البيت الأبيض فى يناير فى ظل أجواء مساءلة من قبل الكونجرس بسبب أحداث اقتحام مبنى الكابيتول يغازل المستقبل السياسى، وبالعودة إلى منصة الحشود هذا الأسبوع للمرة الأولى كمواطن عادى، بدا ترامب باعتباره المرشح، مع هتاف الحشد المتحمس فى أهايو "أربع سنوات أخرى".
وقال ترامب خلال الفعالية: "لقد فزنا فى الانتخابات مرتين.. ومن الممكن أن نضطر للفوز بها للمرة الثالثة".
ويمثل شبح ترامب تحديا خاصا للجمهوريين مثل بنس. فبصفته مسيحيا إنجيليا محافظا وكان نائبا مخلصا لتامب، فإن بنس يروق على ما يبدو للعديد من نشطاء الحزب، غير أن قراره بالتصديق على فوز بايدن أغضب الكثيرين فى الحزب الجمهورى.
ورغم أنه لا يزال يشيد بإنجازات ترامب، فإن بنس عمل مؤخرا على تشكيل هويته الخاصة به واختلف مع رئيسه السابق لاسيما فيما يتعلق بفداحة ما حدث فى السادس من يناير التى أجبرته على الاختباء، لكن الكثير من الجمهوريين سعوا للتقليل منها.
وقال بنس فى خطابه فى كالفورنيا: سأظل داما فخورا بالقيام بدورنا فى هذا اليوم المأسوى بإعادة انعقاد الكونجرس والقيام بواجبنا بموبموجب الدستور وقوانين الولايات المتحدة.
وناقض بنس من وصفهم "بالموجودين فى حزبنا" الذين قال إنهم يعتقدون أن أى شخص يمكنه اختيار الرئيس دون أن يذكر ترامب مباشرة. وقال بنس أن الحقيقى هى أنه لا يوجد تقريبا فكرة غير أمريكية أكثر من فكرة أن أى شخص يمكنه اختيار الرئيس الأمريكى.
وكان تصرف بنس مشابه لما فعلته نيكى هالى، سفيرة أمريكا السابقة لدى الأمم المتحدة التى انتقدت ترامب بشدة بعد أحداث اقتحام الكونجرس، لكنها تجنبت الموضوع على حد كبير منذ هذا الوقت.
ويوم الخميس، قدمت هالى نفسها لحوالى 500 من النشطاء الجمهوريين كشخصية محافظة من الجيل الثانى. ومثلما فعل بنس، وأمضت هالى جزءا كبيرا من خطابها فى الإشادة بترامب، وتجاهلت أحداث الكونجرس وتشكيكه فى نتيجة الانتخابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة