الكاتب أحمد داوود، قاص وفنان فوتوغرافى، شارك فى العديد من المعارض الجماعية داخل مصر وخارجها، وحصل على العديد من الجوائز فى مجال الفوتوغرافيا ومجال الإبداع الأدبى، ومؤخرًا فازت مجموعته القصصية "حجر أساس" بجائزة الدولة التشجيعية فى الآداب "جائزة مجموعة قصصية"، ولهذا توجهنا له بعدد من الأسئلة التى تخص مجموعته والجديد الذى يكتبه وأشياء أخرى.. وإلى نص الحوار..
أحمد داوود
س / نعرف أنك مهندس فهل ترى أن مجالك بعيد عن العالم الأدبى؟
ج / الاطلاع الدائم على الكتب هو ما جعلنى أكتب القصص، وكانت لدى هواية استطعت أن أنميها، وبالطبع مجالى أفادنى كثيرًا فى كتابة القصة، فالاحتكاك بالعمال والصنايعية والقرب منهم والمعيشة معهم أحيانًا، يولد لدى عوامل أخرى تنفتح أمامك، والإنسان فى المجمل واحد فنجد الأزمات المشتركة والأزمات الوجودية هى هى، لا تختلف فمن يعيش بمستوى عالى أو بمستوى أقل فنجدها متشابهة فى كل الأحيان، والفنان لابد أن يتعايش مع الحياة بمستوياتها المختلفة، فالقرب من هؤلاء الناس جعلنا أتحدث بألسنتهم فى القصص.
س / هل مجموعتك القصصية الفائزة بالتشجيعية "حجر أساس" بها قصص حقيقية؟
ج / هى تدور حول قصص مختلفة فستجد هناك حكايات عن الذكريات، فهى مليئة بعوالم، وأريد أن استشهد بكلام العالمى الكاتب الكبير نجيب محفوظ عندما قال "إن الواقع هو جنين الخيال"، بمعنى إذا كان الموضوع من الخيال نجد بذرته فى الأساس من الواقع، فمن الممكن أن نجد داخل المجموعة شخصية مثل "عم عبد الحق" وهى شخصية موجودة فعلا فى الواقع، ولكن قمت بنسجها داخل القصة برموز أخرى ومعنى مختلفة، وبنيت عليها الحكاية.
س / هل تكتب مجموعة جديدة فى الوقت الحالى؟
ج / انتهيت مؤخرًا من مجموعة جديدة سميتها "غناء الذئب" وصدرت خلال الأيام الماضية.
س / لقد أصدرت ثلاث مجموعات قصصية.. متى نرى أحمد خالد يكتب الرواية؟
ج / قريبًا جدًا، سأخوض تلك التجربة، فكل من يقرأ مجموعتى يقول إن روحها روائية، أو رواية مختذلة، وأنوى فى المرحلة المقبلة أن يوجد مشروع رواية.
س / شعرت وأنك تكتب إحدى القصص أنها تصلح أن تكون رواية؟
ج / يوجد عدد كبير من القصص، لكنى عندما أكتب أصبح متعايشا مع القصة تمامًا مع البطل وأتخليه كيف سيفعل فى رمضان أو العيد كيف سيتصرف فى الموقف الفلانى، لدرجة أننى أضع كل شخصية داخل جدول بحسب سمات كل شخصية، وبمجرد أن انتهيت منها فهى قصة ولا يمكن أن أحولها لرواية، وأفضل أن أفتح لنفسى خيال جديد مع الرواية التى أنوى كتابتها.
س / حصلت عن مجموعتك الأولى "قلب الجميزة" بالمركز الأول بجائزة الشارقة للإبداع العربى والمجموعة الثانية "حجر أساس" والتى حصلت مؤخرًا على جائزة الدولة التشجيعية، فهل ترى أن الجوائز تصنع كاتب؟
ج / الوضع بالنسبة لى مختلف، الجائزة لا تصنع كاتبا، فهى ببساطة تعتبر "طبطبة" ودليل على أن الكاتب يسير فى الطريق الصحيح، وجائزة الدولة التشجيعية هى تشجيعية بالفعل واعتراف من الدولة أنك على الطريق الصحيح، وأود أن اختصرها فى كلمة واحدة وهى أن الجائزة "خطوة"، وتساعدك على التحقق، ولكنها ليست النهاية فهى تحمل الكاتب بمسئولية فأصبح كل ما يكتبه مسلط الضوء عليها فلابد أن يكتب على قدر المسئولية والتمييز.
س / تعمل مهندسا وتكتب القصة القصيرة .. هل لديك مهن أو هوايات أخرى؟
ج / بالفعل، أنا عملت أو هويت مجال التصوير الفوتوغرافى، وحصلت على العديد من الجوائز فى هذا المجال فحصلت على جائزة من صالون النيل وصالون الشباب وساقية الصاوى ومهرجان بالأردن.
س / من هو مثلك الأعلى فى الكتابة؟
ج / الكاتب العالمى نجيب محفوظ فهو إمام الكتاب، فتحل أنه ظل يكتب حتى تجاوز التسعين عامًا، ولخص خبرته فى أخر رواياته مثل أصداء السيرة الذاتية وأحلام فترة النقاهة وهى خلاصة الأشياء، وكيف ترى فى كتاباته الخبرة والزمن، فهو كاتب يعرف قيمته جدًا، ويؤمن بذاته، والدليل على ذلك أنه نقل من المحلية إلى العالمية.
س / بما إنك تحب التصوير الفوتوغرافى .. هل أفادك فى عالم الكتابة؟
ج / التصوير الفوتوغرفى جعلنى أهتم بالتفاصيل، فدائما أهتم بالتفاصيل فى القصص التى أكتبها، ووصفى للمكان بدقة، فكما يقال: "من يملك ناصية فن يملك باقى الفنون" فإذا كنت تحب الرسم تستطيع أن تفهم الشعر والفوتوغرافية والأدب والموسيقى، لأن تقريبًا القواعد الجمالية فى كل الفنون واحدة مع اختلاف المسميات، فكل منا يعبر عنها بطريقته أو بريشته أو قلمه وهكذا، والحكم فى النهاية للمتلقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة