أصدرت مكتبة الإسكندرية كتابًا جديدًا بعنوان "تجديد الخطاب الديني.. ضرورة حتمية"، يشتمل على أطروحات متنوعة من أهل العلم والثقافة والإفتاء والفقه، حاولوا فيها الاجتهاد للخروج بمفهوم لتجديد الخطاب والفهم الديني، والعمل على رفع راية الوسطية، والانتصار لحضارة وعظمة الدين.
وفى كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن قضية تجديد الخطاب الدينى لم تعد رفاهية يمكن تجاوزها أو حتى تأجيلها؛ بل أصبحت، فى ظل ما نعيشه من مستجدات، قضية حتمية، ينبغى التوقف عندها وإعطاؤها الاهتمام الذى تستحقه.
وأضاف: "علينا أن ندرك، ونحن نتطلع للمستقبل، أن مصر ليست مجرد وطن نعيش فيه؛ بل قدرها أن تكون فى الطليعة والصدارة، وأن تكون مُصدِّرة للقوى الناعمة للمنطقة دائمًا، ومن قبلها تصحيح الأفكار، وتنقية الآراء تجاه نظرة الإنسان إلى معتقداته؛ ومن ثَمَّ فتصدير مصر للإسلام الوسطى سوف يكون له تأثير كبير على دورها فى قيادة القوى الناعمة فى المنطقة كما كانت، بل وفى العالم أجمع".
وأشار الدكتور مصطفى الفقى إلى أن تجديد الخطاب الدينى هو لغة من تجديد خطاب العصر، وجزء أصيل من تجديد الخطاب الثقافي؛ لأنه مرتبط بسلوك الناس وطريقة حياتهم وأسلوب تفكيرهم، ولذلك فإن تجديد الخطاب الدينى لا ينصرف إلى تجديد الخطاب الإسلامى وحده، ولا الخطاب المسيحى وحده؛ إنما الخطاب الدينى عمومًا فى كل زمان ومكان.
وأكد الكتاب على أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان محقًّا عندما ركز على قضية تجديد الخطاب الدينى باعتبارها مدخلاً محوريًّا لمواجهة التطرف والإرهاب، وأن مكتبة الإسكندرية تهتم بهذه القضية اهتمامًا كبيرًا فى كافة فاعلياتها وإصداراتها تنفيذًا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية بالعمل على نشر الأفكار الدينية الوسطية الصحيحة، وطرح رؤى لتجديد الخطاب الديني.
وفى خاتمة الكتاب التى جاءت تحت عنوان "الخطاب الدينى المنشود" أكد محررا الكتاب أن تجديد الفكر الدينى والخطاب الدينى ضرورة لازمة لصلاح الدين والدنيا، فبدون التجديد لن يكون الدين قادرًا على القيام بدوره فى إصلاح النفوس والرقى بالإنسان وإعانته على التقدم والنهوض؛ بل سيصبح عائقًا أمام تقدم الأمم ورقيها، ومن ثَم سينزوى وينتهى دوره فى الحياة، وتفقد معه الإنسانية مَعِينًا أساسيًّا فى مكونها الوجدانى والروحي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة