"أبطال القارة العجوز"، حلقات يومية تتحدث عن أبطال كل نسخة من نسخ بطولة كأس الأمم الأوروبية منذ بداياتها عام 1960 وحتى آخر نسخة أقيمت في فرنسا، وتقام النسخة الـ 16 من بطولة اليورو فى 11 مدينة أوروبية، ونستعرض المنتخب الفائز بكل نسخة وأبرز لاعبيه والمباريات التى خاضها.
قبل 63 عاما من الآن كانت أولى مباريات كاس الأمم الأوروبية – اليورو في مسماها الجديد – تلك البطولة الأولى التي كانت الأغرب في تاريخ أمم أوروبا، سواء من حيث نظامها الغريب الذى كان يتطلب أن يلعب كل منتخب مباراة ذهابا ومباراة إيابا أو من حيث الظروف السياسية التي أقيمت فيها، والتي استدعت رفض عدة دول من كبار أوروبا المشاركة فيها، وكان بطل أول نسخة الاتحاد السوفيتى الذى تمكن من الفوز بشق الأنفس على منتخب يوغوسلافيا – والذى كان حينها أحد أبرز عملاقة القارة الأوروبية – بهدفين مقابل هدف واحد.
قد تكون الظروف السياسية هي من ساهمت في الاتحاد السوفيتى بأول نسخة من البطولة الأعرق أوروبيا، خاصة عندما نعرف أن منتخبات مثل ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا رفضوا المشاركة في البطولة بسبب تداعيات الخلافات القائمة بين البلدان الثلاثة منذ الحرب العالمية الثانية، رغم مرور 15 عاما على انتهائها في هذا التاريخ، كما تبعتهم إسبانيا فى دور الـ16 عندما رفضت ملاقاة الاتحاد السوفيتى بسبب الخلافات السياسية بين البلدين خلال هذه الفترة، ليمهد للاتحاد السوفيتى العبور إلى الدور الذى يليه، وبالتأكيد حال مشاركة الـ 4 منتخبات لكانت قد تغيرت معطيات تلك البطولة، خاصة أن البطولة التي تليها مباشرة فازت إسبانيا على الاتحاد السوفيتى في المباراة النهائية وحصلت على البطولة، ولكن هذا لا يمنع من القول إن منتخب الاتحاد السوفيتى حينها كان قويا للغاية، وأن لاعبيه تميزوا بمهارات فردية وجماعية مكنتهم من الفوز بأولى بطولات القارة العجوز.
مشوار الاتحاد السوفيتى في تلك البطولة لم يكن مفروشا بالورود، خاصة أن النسخة الأولى للبطولة بدأت بنظام التصفيات، وشارك فيها 17 فريقاً، وكان النظام بلعب كل منتخب مباراتين ذهاب وإياب، ولكن بعد الوصول إلى المربع الذهبى، تم اختيار فرنسا لتستضيف مباريات النصف نهائي والنهائى.
خلال تلك البطولة كان الاتحاد السوفيتى مدججا بالعديد من النجوم، فلا يمكن نسيان حارس المرمى ليف ياشين، الذى كان قائدا للفريق ورفع أول كأس لأمم أوروبا، وحصل على جائزة أفضل حارس بأمم أوروبا، وكذلك فيكتور بونيديلنيك الذى كان أحد أفضل المهاجمين في منتخب الاتحاد السوفيتى ليس فقط في تلك البطولة بل في تاريخ هذا المنتخب، فخلال مشاركاته مع منتخب الاتحاد السوفيتى تمكن من تسجيل 20 هدفا من أصل 29 مباراة دولية لعبها.
منتخب الاتحاد السوفيتى حينها كان يرتدى قميصه لاعبون على مستوى عال أمثال كيساريف وكروتيكوف، وتساريف، وتشوخيلى، ونيتو وفوينوف، بجانب مهاجمين من طراز رفيع مثل ميتريفيلي الذى كان له الفضل في تعديل النتيجة في نهائي البطولة وإنقاذ الاتحاد السوفيتى من الخسارة أمام يوغوسلافيا في الوقت الأصلى للمباراة، بالإضافة إلى كالوييف، وإيفانوف وكوفاليوف وغيرهم من المهاجمين الكبار.
مشوار الاتحاد السوفيتى الحقيقى بدأ من المربع الذهبى عندما التقى منتخب تشيكوسولوفاكيا، والذى كان مرشحا فوق العادة للفوز باللقب، خاصة أن تشيكوسولوفاكيا كان مليئا بمهاجمين في غاية القوة أمثال شيرر وفاسيونيفسكى وكفاسناك، ولا يمكن أن ننسى بأن منتخب تشيكوسولوفاكيا صعد لنهائى كأس العالم بعد عامين فقط من أمم أوروبا ولكنه خسر أمام البرازيل بـ 3 أهداف لهدف واحد، ورغم قوة منتخب تشيكوسولوفاكيا إلا أن الاتحاد السوفيتى فاز عليه بـ 3 أهداف لهدف.
المباراة النهائية كانت في قمة قوتها خاصة أن منتخب يوغوسلافيا تمكن من الإطاحة بصاحب الأرض الذي استضاف مباريات المربع الذهبى للبطولة وهو منتخب فرنسا بـ 5 أهداف لأربعة في مباراة الأهداف الغزيرة، وكانت يوغوسلافيا مرشحة فوق العادة للفوز بالبطولة ، بل أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الظفر بالبطولة الأوروبى الأولى.
وفى مباراة في منتهى الدراماتيكية، استضافها ملعب الأمراء – ملعب فريق باريس سان جيرمان الفرنسي - دخل المنتخبان المباراة النهائية وكل منها يريد أن يكون بطل أوروبا، ليبدأ منتخب يوغوسلافيا بالتسجيل عبر نجمه ميلان غاليتش في الدقيقة 43، ليرد الاتحاد السوفيتى في بداية الشوط الثانى وبالتحديد في الدقيقة 49، ويجبر يوغوسلافيا على لعب أشواط إضافية، ليبتسم الحظ للسوفيت بهدف نجمهم بونيديلنيك في الدقيقة 113، ويمنح زميله حارس مرمى الاتحاد السوفيتى ياشين فرصة رفع الكأس على الأراضى الفرنسية.
ويعد حارس مسمى منتخب الاتحاد السوفيتى ليف ياشين أفضل حارس في القرن العشرين حسب تصنيف المركز الدولي للإحصاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة