رحلة المسيح إلى مصر.. أسباب دفعت العائلة المقدسة للخروج من فلسطين

الثلاثاء، 01 يونيو 2021 08:00 م
رحلة المسيح إلى مصر.. أسباب دفعت العائلة المقدسة للخروج من فلسطين تعبيرية عن مسار العائلة المقدسة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف فى حلم قائلاً: قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه (14) فقام وأخذ الصبى وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر"، هكذا يصف "إنجيل متى الإصحاح الثانى" رحلة هروب العائلة المقدسة إلى مصر.
 
وحدث هروب العائلة المقدسة إلى مصر، عندما خرج الطفل يسوع المسيح وأمه العذراء مريم والقديس يوسف النجار من بيت لحم إلى مصر حسب الرواية المسيحية، هربًا من بطش هيرودس الملك الذى كان يقتل الأطفال تحسبا لظروف ملك يزاحمه المُلك فأراد قتله عن طريق المجوس، فحينما فشل، قرر قتل جميع أطفال بيت لحم من دون السنتين، ليظهر الملاك ويخبر يوسف النجار، كما توضح الآية سالفة الذكر، الهروب لمصر ويبقى بها حتى يموت هيرودس.
 
لكن يبقى السؤال لماذا مصر، ولماذا كان اختيار العائلة المقدسة أرض الكنانة لتكون وجهتها بعد الخروج من بيت لحم مهد المسيح، وما الحكمة وراء ذلك.
 
بحسب موقع "الأنبا تكلا هيمانوت" أحد أشهر المراجع الدينية المسيحية على الإنترنت، فإن اختيار مصر كونها كانت رائدة فى العالم الأممى، فهى تشير فى العهد القديم إلى العبودية، وبخصوبة أرضها تشير إلى حياة الترف ومحبة العالم وكان يمكن للسيد أن يلتجئ إلى مدينة فى اليهودية أو الجليل لكنه أراد تقديس لأرض مصر ليقيم فى وسط الأرض الأممية مذبحًا له، وذلك استنادًا للنص الدينى الإنجيلى: "هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة سريعة وقادم إلى أرض مصر فترتجف أوثان مصر من جهة ويذوب قلب مصر داخلها" (اش 19: 1).
 
جن جنون هير ودس -الذي يعد واحداً من أكثر الملوك شراً في التاريخ- خوفاً من أن يشب هذا الرضيع ليأخذ ملكه، فأصدر أوامره بذبح كل طفل يبلغ من العمر أقل من عامين؛ ولكن كان الملاك قد ظهر ليوسف النجار في الحلم وأخبره بأن يأخذ الطفل ومريم إلى مصر، قائلا: خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه، فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس، بهذه الكلمات تحدث الإنجيل عن رحلة السيد المسيح والسيدة مريم العذراء إلى مصر، التي سطرت صفحة جديدة في تاريخها واستغرقت زيارة العائلة المقدسة في مصر 3 سنوات، وقد رصد البابا "ثاؤفيلس" البطريرك رقم 23 في كرسي الكرازة المرقسية بمصر في الفترة ما بين 385-412م وفقا لمخطوطة "الميمر" (وهى كلمة سيريانية تعني السيرة)، أهم المحطات الرئيسية في رحلة العائلة المقدسة، بداية من "الفرما" والتي كانت تعرف بـ"البيليزيوم"، وهي المدينة الواقعة بين مدينتي العريش وبور سعيد حاليا، حتى جبل قسقام بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، حيث رجعا مرة أخرى إلى فلسطين بعد وفاة الملك هيرودس.
 
وفي أكثر تفصيل يحدثنا أشعياء النبي في سفره الإنجيلي عن هذه الرحلة المقدسة فيقول: "هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها وهذا ما حدث فعندما كان السيد المسيح يدخل أي مدينة في مصر، كانت الأوثان تسقط في المعابد وتنكسر، فيخاف الناس من هذا الحدث غير المألوف ويرتعبون".
 
وكان دخول السيد المسيح أرض مصر بركة كبيرة لأرضها وشعبها، فبسببها قال الرب "مبارك شعبي مصر" (أش 19 : 25)، وبسببها تمت نبوءة أشعياء القائلة: " يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر فهو مذبح كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بدير المحرق العامر، حيث مكثت العائلة المقدسة في هذا المكان أكثر من ستة شهور كاملة، وسطح المذبح هو الحجر الذي كان ينام عليه المخلص الطفل .
 
ويقع دير المحرق في منتصف أرض مصر تماماً من جميع الاتجاهات، كما كثرت في أرض مصر على امتدادها الكنائس، خصوصاً في الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة وباركتها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة