لا شك أن تفشي فيروس كورونا وقيود الإغلاق التي تفرضها الحكومات للحد من عدوى الوباء حول العالم، سببت ضيقا لملايين البشر، لعدم قدرتهم على التحرك والاستمتاع بالمناسبات والإجازات الصيفة، ويتلقى مواطني ألمانيا نصيبًا كبيرا من هذه القيود، حيث لا يوجد مجال للسفر خارج ألمانيا، فيما حوّل إغلاق الفنادق أي رحلة داخلية إلى حلم مستحيل.
وقرر زوجان في ألمانيا كسر هذه القيود دون المساس بالإجراءات التي تهدد إصابتهم بفيروس كورونا، وقاما بيتر توماش يعمل صحفيًا، وزوجته، بالتجهيز للقيام برحلة مجنونة لتغيير الأجواء مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا، رغم الصعوبات الكبيرة.
الالماني زوجته
وروى الصحفي الألماني بيتر توماش، تفاصيل رحلته لصحيفة "دي فيلت" الألمانية، قائلاً: "أردنا الخروج بعد 6 أشهر من القيود، وكان من الضروري تغيير الأجواء، وكان أمامنا عقبات فالسفر للخارج مرفوض وممنوع، وتغلق أيضًا الفنادق وشقق العطلات في ألمانيا أبوابها بقرار حكومي"، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة "العين" الإماراتية.
الالماني وزوجته امام المنزل المتنقل
وتحدث بيتر توماش، عن أنه وجد أن هناك مخرجا جيدا يتمثل في استئجار شاحنة تضم غرفة صغيرة للنوم والإقامة، وكان هذا الحل الوحيد للسفر في ظل الوباء، واعتبروا استئجار الشاحنة الجاهزة منزلا متنقلا، مفيدا بأنه استأجر وأسرته منزلا متنقلا بـ1000 يورو في الأسبوع، يضم أسطوانات غاز وموقدا ومياها عذبة ومرحاضا صغيرا وثلاجة.
مائدة طعام فى الهواء الطلق
وذكر الألماني بيتر توماش، تفاصيل خط الراحلة، حيث بدأت الرحلة من هيسن وسط ألمانيا، واتجه الزوجان شمالا إلى مدينة لوبيك، وبعدها بلغت الرحلة محطة مدينة جروميتس "شمال"، ولم يكن بمقدور الزوجين سوى التوقف ليلة واحدة في كل مدينة، وقضاء النهار في التجول ومشاهدة معالمها.
وفي مدينة جروميتس، قضى الزوجان ليلتهما في موقف للسيارات ضم 10 منازل متنقلة أخرى، بينها منزل لزوجين ألمانيين كانا يحلمان بالسفر لمصر، لكن الجائحة دفعتهما لتغيير الخطة واستئجار منزل متنقل والقيام برحلة حول ألمانيا.
المنزل المتنقل
وأكد أن الليلة الأفضل التي قضاها خلال الرحلة، كانت في مدينة جيرنشهايم "وسط"، حيث ركنا الشاحنة على شاطئ نهر الراين، وطلبا طعاما من خدمة توصيل الطلبات، وجلسا يتناولان الوجبات على ضوء الشموع ومشهد النهر المظلم، مختتما: " شعرنا وكأننا في الجنة. نأكل شرائح اللحم والبطاطا المقلية والسلطة على الشاطئ وعلى ضوء الشموع، ورحلة المنزل المتنقل لن تكون الأخيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة