أعلنت عدة حكومات أوروبية، واحدة تلو الأخرى، مثل لعبة الدومينو، فى الأيام الأخيرة عن خطط لتخفيف القيود المفروضة خلال فصل الشتاء لمكافحة الموجة الثالثة من كورونا، وفى هولندا وإيطاليا حيث انخفض عدد الإصابات بشكل ملحوظ أعيد فتح المدرجات وعاد الطلاب إلى الفصول الدراسة فى فرنسا، مع فتح المطاعم والحانات والتعليم والتجارة استعدادا لإنعاش قطاع السياحة فى فصل الصيف.
قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع فى مقابلة نشرتها الصحف المحلية: "اعتبارًا من 19 مايو، نحتاج إلى إعادة اكتشاف أسلوب حياتنا الفرنسى، مع التحلى بالحكمة والمسؤولية". 19 مايو هو المرحلة الرئيسية فى خطة خفض التصعيد التدريجى التى يجب أن تنهى القيود فى نهاية يونيو. فى ذلك اليوم، وسيتم إعادة افتتاح المدرجات ودور السينما والمسارح والمتاحف فى فرنسا، حسبما قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية.
وعلى الحدود الفرنسية الألمانية، لا يزال هناك حاجز حدودى مرتفع، رغم أن معاهدة شينجن كانت ألغت وضع ضوابط الحدود داخل الاتحاد الأوروبى، ولكن السلطات الألمانية قامت بذلك فى محاولة لمنع انتشار كورونا، بعد مرور عام، اختفى السياج المادى، لكن الحواجز الإدارية ما زالت قائمة. فى أماكن قليلة تظهر الرغبة فى استعادة عالم ما قبل كوفيد -19.
وتقول كورنيليا كوبود، وهى شابة ألمانية تبلغ من العمر 62 عامًا تعيش على الجانب الفرنسى وتعبر الحدود يوميًا إلى مكان عملها: "إنه أمر محزن بعض الشيء، فالناس يخشون ارتكاب خطأ ما ومن تلقى غرامة"، محل الحلويات يقع على بعد 60 مترا من الجسر على الجانب الألمانى، "لا بد لى من إجراء اختبار كورونا مرتين فى الأسبوع للحضور إلى العمل."
على عكس فرنسا، لم تقدم ألمانيا خطة مفصلة لخفض التصعيد، لكن ميركل أعلنت أنه سيتم تخفيف القواعد الخاصة بالمُلقحين. ومع ذلك، حتى البلدان المستعجلة تفكر فى التراجع إذا تفاقم الوباء - فالحذر منطقي. قبل عام، فى نهاية الإغلاق الأول، أعلن بعض القادة النصر. ولكن بعد صيف هادئ جاءت موجة الخريف والشتاء. ساهم البطء فى الأشهر الأولى من التطعيم فى الإحباط، والذى تفاقم بسبب المقارنة بحملة التحصين السريعة فى الولايات المتحدة أو فى المملكة المتحدة، والتى انفصلت مؤخرًا عن الاتحاد الأوروبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأوروبيين كانوا يعتقدون أن اللقاح الذى يحصلوا عليه قادرا على تجنب ارتفاع الإصابات وذكروا أنه لن يضغط على المستشفيات، إلا أن ذلك لم يكن صحيحا، ويقول عالم الأوبئة أنطوان فلاهولت، مدير معهد الصحة العالمية فى جامعة جنيف، من سويسرا، "لقد كان خطأ، الآن هناك خطر ضئيل من حدوث موجة رابعة قبل أن يتمكن التطعيم من منعها."
وفى إسبانيا، هزت موجة من التصفيق ساحة لاس فيتناس التى استعادت مصارعة الثيران بعد حوالى عام ونصف من التوقف بسبب فيروس كورونا، وأطلق الحاضرون النشيد الوطنى.
وأشارت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية إلى أنه للمرة الأولى بعد ظهور فيروس كورونا أى بما يقرب من عاما ونصف، تم استئناف الرياضة الأكثر شعبية فى إسبانيا، مصارعة الثيران، مع حضور عدد من المشجعين، حيث سمحت السلطات بإقامة الفعالية التى ستوجه أرباحها لمساعدة نشاط مصارعة الثيران، الذى تعرض مثله مثل جميع الأنشطة التى تعتمد على حضور الجماهير، لضربة قوية بسبب عمليات الإغلاق والقيود الناجمة عن فيروس كورونا.
وحددت السلطات نسبة الحضور بـ40 % من قدرة استيعاب الحلبة، فى أول مصارعة ثيران فى مدريد منذ أكثر من عام، ما يعنى أنه يمكن لما يصل إلى ستة آلاف مشجع الحضور، حيث تم تخصيص مقاعد محددة للمشجعين الذين فرض عليهم أيضا وضع كمامات طوال فترة وجودهم.
وتضمنت المباريات أفضل مصارعى الثيران، إنريكى بونس، وجوليان لوبيز.
أثارت عودة مصارعة الثيران فى 2 مايو، إلى العاصمة مدريد بعد انتهاء الإغلاق بسبب وباء كورونا جدلا واضحا وخلافات بين الحكومة الإسبانية وحزب الشعب.
وقالت عضو حزب الشعب، إيزابيل دياز أيوسو، إن "الرغبة القاتلة للحريات" لحكومة بيدرو سانشيز ضد مجتمع مدريد، مجرد حماقة، ولا تستند إلى تقارير صحية موثوقة، حيث إنه مع السعة والقيود التى كنا ندرسها، فإن جميع الأشخاص الذين يمكنهم الذهاب إلى مصارعة الثيران التقليدية فى جويا سيفعلون ذلك بأمان تام.
وأشارت الصحيفة إلى أن حلبة مصارعة الثيران فى 2 مايو لها سعة قصوى تبلغ 6 آلاف شخص، مع مقاعد مخصصة مسبقا، واستمرار ارتداء الكمامة بشكل إلزامى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة