صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب "من قضايا العقاد الفكرية" للدكتور محمد فتحى فرج، ويقول المؤلف: "من ليس له ماض فليس له حاضر، ومن ليس له حاضر فليس له مستقبل، لست أدرى، على وجه اليقين، أين ومتى ولمن قرأت هذه العبارة أو إن شئت الدقة النص الذى يحمل معنى العبارة السابقة، ولكن على أية حال فإنها تحمل معنى جميلا وخطيرا فى الوقت ذاته، فهو يُبَيِّنُ بشكل واضح وقاطع، أن نهر الحياة يجرى فى التاريخ متواصلا بغير انقطاع، لأنه إذا انقطع تدفقه، فقد يجف الزرع ويهلك الضرع، وفى هذا تهديد للإنسان نفسه، فى حياته وبقائه فى ساحة الحياة، بل وفى صفحة الخلود.
ويقول الكتاب، إذا رحنا نعدد بعض القضايا التى نذر الكاتب الكبير عباس محمود العقاد حياته من أجلها، سنجد أن أغلبها قضايا ما زلنا نسعى نحو تحقيقها على الرغم من الفاصل الزمنى الطويل الذى بين جيلنا وجيله، فالرجل قد رحل عن دنيانا الفانية منذ نصف قرن من الزمان، تبدلت فيها أمور كثيرة فى العالم كله، وما تزال أمتنا تسعى نحو تحقيق كثير مما كان جيل العقاد يسعى نحو تحقيقه.
ويشير المؤلف إلى أن العبقريات التى دبجتها يراعته، فقدم لنا من خلالها النماذج الرائعة للعبقرية العربية الإسلامية، تلك التى وضعت اللبنات الأولى فى بنية الحضارة الإنسانية التى بنت عليها أوربا ما تنعم فيه الآن وتفخر وتتيه به من حضارة ومدنية، أصل مفرداتها الأولى عربى قح، كما بيَّن العقاد فى كثير من مؤلفاته ، ومنها كتابه الرائع "أثر العرب فى الحضارة الأوربية" ، وكتابه "الثقافة العربية أسبق من ثقافة اليونان والعبريين، وغيرهما.
ويؤكد فتحى فرج "أما غيرته على العربية فى هذا العصر الذى نعيش فيه فقد سبق بها الكثيرين ، حيث بين فضلها ومكانتها العالية وقدرتها الفائقة على التعبير على كافة الأصعدة ، من أدبية إلى علمية إلى التشريع والقانون والفقه ، فقدم لنا كتابين من كتبه المهمة وهما: "اللغة الشاعرة" ، و"أشتات مجتمعات فى اللغة والأدب" ، وغيرها من فصوله الكثيرة فى كتبه الكثيرة. هذا ، فضلا عن بحوثه الكثيرة ومناقشاته المثمرة فى مجمع اللغة العربية الذى رشح لعضويته وانتظم فى نشاطه ضمن المجموعة الثانية التى تم ضمها لأعضائه والتى عُرفت بـ "العشرة الطيبة" التى شملته مع صنوه ومجايله عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين ـ رحمهما الله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة