يتيح معرض "كلمات من الشرق" الذى تستضيفه هيئة الشارقة للكتاب فى مقرها خلال الفترة من 27 أبريل وحتى 3 مايو الجارى، مساحة متميزة لعرض نماذج من الخرائط القديمة الأكثر شهرة على المستوى العالمى، إلى جانب المخطوطات القرآنية وطبعات الكتب القديمة والملصقات.
خريطة عبد الله محمد بن محمد الشريف الإدريسي
ويمثل المعرض فرصة للجمهور للاطلاع على كنوز من المقتنيات، ومحطة لالتقاء عشاق الخرائط التى لا تخلو من جماليات فنية تتأسس على الإتقان والدقة فى رسم تفاصيلها، ويهتم بجمعها العديد من الأفراد، بقدر ما تلفت انتباه الباحثين فيالتاريخ والجغرافيا فى الجامعات والمؤسسات والمتاحف المعنية بهذا النوع من الوثائق والرسوم.
خريطة مابا موندي لـ "فرا ماورو"
يعرض "كلمات من الشرق"، إلى جانب لوحات ومقتنيات متنوعة مجموعة من الخرائط، منها خريطة "مابا موندى" الشهيرة التى رسمها فرا ماورو، وهو راهب ورسام خرائط من البندقية ولد سنة 1400،التى تذكر المصادر أنها رسمت بتكليف من الملك أفونسو الخامس ملك البرتغال، واستغرق إنجازها سنوات إلى أن اكتملت فى 24 أبريل 1459مثم أرسلت من البندقية إلى البرتغال.
وفى التعريف بالخريطة ترد إشارات إلى أنها تعتبر أكبر خريطة تم رسمها فى العصور الوسطى، وتغطى نسختها الأصلية أكثر من خمسة أمتار مربعة، ولا تزال تمثل إنجازاً مذهلاً فى تاريخ رسم الخرائط.
يذكر أن نسختها الأصلية محفوظة فى البندقية وتم إعداد نسخة أخرى منها لتحفظ فى المكتبة البريطانية فى عام 1804 من قبل عالم الآثار البريطانى ويليام فريزر. وفى عام 1869 أنتج بائع الكتب الفينيسى مونستر أول نسخة فوتوغرافية من الخريطة بمقياس 62 × 68 سم فقط، بينما النسخة التى تعرض فى مقر "هيئة الشارقة للكتاب" من الصور الفوتوغرافية التى قام بالتقاطها المصور الإيطالى كارلو نايا عام 1871، وتطابق الحجم الأصلى للخريطة 223 × 223 سم.
خريطة مابا موندي لـ فرا ماورو
تحتوى خريطة فرا ماورو على المئات من الرسوم التوضيحية التفصيلية ونحو 3000 نص وصفي، وتعتبر من آخرالخرائطالتى كانت سائدة فى أوروبا خلال العصور الوسطى، قبل أن يتم اعتمادالأساليب العلمية فى رسم الخرائط.
الغريب أن جهة الجنوب تظهر أعلى الخريطة، وجهة الشمال أسفلها، تماهياً معخريطة العالم الشهير أبو عبد الله محمد بن محمد الشريف الإدريسى (1100 – 1165 م) الذى سبق ماورو وأنجز رسم خريطته فى القرن الثانى عشر، ومن المرجح أن يكون ماورو قد اطلع عليها.
ويعرض قسم الخرائط فى "كلمات من الشرق" كذلك مجموعة خرائط من حقب تاريخية مختلفة، منها نسخة مصورة من الخريطة الشهيرة للإدريسى الذى تجول فى شمال إفريقيا وأوروبا والأناضول،ثم أنجز خريطته المفصلة للعالم آنذاك فى عام 1138، بموجب طلب من ملك صقلية روجر الثانى الذى دعاه إلى بلاطه فى باليرمو، وكلفه بتجميع وصف للعالم المعاصر بأكمله،فرسم الإدريسى خريطتهالكبيرةالتى تصور العالم من إسبانيا حتى كوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة