ويتهافت السياح الأجانب على زيارة الأقصر بسحر وجمال نهر النيل فيها الذى يحملهم بصورة يومية من البر الشرقى إلى الغربى والعكس لزيارة المئات من المعابد والمقابر والأديرة الفرعونية التى تتراص فى مختلف أنحاء المدينة راسخة منذ آلاف السنين، حيث يغطى نهر النيل الذى يسمى بالهيروغليفى "إتر عا" أى النهر العظيم أو النهر العالى، وهو قريب من المصطلح الذى نستخدمه حالياً ونقول عنه "ترعة" أى مجرى مائى يربط مدنا ببعضها أو قرى مختلفة، كافة أنحاء محافظة الأقصر، وينشر فيها منذ قديم الأزل الخيرات والسحر والجمال الطبيعى الذى رسمه الله بقلم القدرة لجعل الأقصر تاريخ وحاضر ومستقبل للخير لمصر بأكملها فى مجال السياحة.
وفى هذا الصدد يقول الطيب غريب كبير مفتشى معبد الكرنك، إن نهر النيل هبة من الله، لكونه منبع الخير والمياه العذبة التى وهبها الله للجميع لإقامة حضاراتهم وتاريخهم عليها، وفى مصر نجح القدماء المصريين فى إقامة أعظم حضارة فى التاريخ على ضفتى نهر النيل، قائلاً: "النيل هبة من الله لمصر والمصريين".
ويضيف الطيب غريب لـ"اليوم السابع"، أن الحضارة المصرية القديمة نشأت على ضفاف النيل، والقدماء والأوائل من المثريين طوعوا النيل والطبيعة لخدمة تاريخهم، وفى الفيضان عرف المصرى القديم طرق بذر الحبوب ونقل الأحجار من أسوان إلى الأقصر، مشدداً على أنه من المزايا التى نجح فيها المصريون القدماء بتطويع نهر النيل، أنه كان العمال يقومون بالعمل فى الشتاء داخل المحاجر وإعداد القنوات والموانى حتى تصل للمحجر، ويقومون بجمع الحجار بتقطيعها ويضعونها على الطوافات التى تكونت من جذوع شجر السنط ويضع عليها الحجارة، حيث إنهم اختاروا أيام الفيضان لتكون سهلة النقل من معابد الأقصر وأسوان،وذلك يدل على فكر المصرى القديم الكبير جدا فى تطويع نهر النيل لخدمتهم، وهناك حضارات نشأت على النيل ليست بتقدم ورقى الحضارة الفرعونية القديمة.
وينتشر على ضفاف نهر النيل بمحافظة الأقصر التى تلقب بمدينة المائة باب أو مدينة الشمس، حيث عرفت فى السابق باسم "مدينة طيبة" وكانت عاصمة مصر فى العصر الفرعونى، العشرات من المراكب النيلية التى تعمل بالمحركات وكذلك المراكب الشراعية التى تقل السياح فى جولات ونزهات يومية للاستمتاع بسحر الحضارة الفرعونية بالأقصر، وكذلك الدهبيات والفنادق العائمة التى تقوم بعمل جولات سياحية بالأجانب بين الأقصر وأسوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة