افتتح رجل إماراتي يدعي محمد الشحي، أول مقهمي للبوم في إمارة أبو ظبي، وذلك بعد زيارته مع شريكه عبدالله الحمادي بغرض السياحة إلى اليابان، ووجد ما يُعرف بمقاهي البوم التي تنتشر بكثرة في البلاد.
وتطورت الفكرة لدى الشحي من كونها مجرد هواية منزلية إلى خلق بيئة اجتماعية وتفاعلية لطيور البوم التي لديه، وافتتح مقهى "بومة" عام 2020، ويعد هذا المقهى هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، حيث يقع في ممشى قرية السيف بالعاصمة الإماراتية، أبوظبي.
الزبائن بمقهي بومة
وغالباً ما تكون تجربة الزوار هي الأولى من نوعها في لقاء طائر البوم والتفاعل معه، ما يفسر حماسهم عند دخول المقهى ومشاهدة الطائر عن قرب، في محاولة لتغيير الفكرة المسبقة عن البوم وهي أنها "نذير شؤم"، وفقا لشبكة cnn.
ويبقى الهدف الأساسي لمقهى البومة هو توفير بيئة صحية واجتماعية مختلفة لهذا الطائر، حيث يخوض فيها الزوار تجربة فريدة ترسخ في الذاكرة والأذهان، مع إضافة وجهة مختلفة للزوار في امارة أبوظبي.
مقهي بومة
وعند سؤال الشحي عن نظرة الناس إلى طائر البوم على أنه نذير شؤم، قال: "يعد طائر البوم مظلوماً بسبب فكرة اجتماعية توارثناها في مجتمعاتنا، و لكن اقتراب الناس من هذه الطيور والتفاعل معها قد ساهم بشكل كبير في تغيير نظرة الزوار لهذا الطائر الجميل".
1
ومن بين التحديات التي واجهها الشحي وشركاؤه عند افتتاح المقهى هي إيجاد موقع هادئ يوفر مساحة كافية لطيور البوم، بالإضافة إلى الحصول على الموافقة لممارسة نشاط يشمل تقديم أطعمة و مشروبات بوجود حيوانات أليفة، وتم اتباع كافة المعايير و الاشتراطات بمساعدة هيئة أبوظبي للزراعة و السلامة الغذائية، خلال مراحل التخطيط الأولى للمشروع.
ونوه الشحي إلى أن هذه الطيور مستوردة من جميع أنحاء العالم عن طريق متخصصين في رعاية وتربية البوم منذ الصغر، ما يفسر طبعها الودي، مضيفا أن بعض الطيور قد تم إنقاذها بسبب عدم قدرتها على الحياة في الطبيعة لأسباب مختلفة، كعدم القدرة على الطيران بسبب عيب خلقي.
وقال: "نحن ضد صيد الطيور و الاتجار بها، لأن ذلك يسلب حق الطائر في الحياة البرية التي عاشها منذ الصغر. ولكن، يختلف الوضع بالنسبة للطائر الذي يعيش بالقرب من البشر منذ الصغر، فهو ينشأ على حب و اهتمام البشر، تماماً مثل أي حيوان آخر، كالقطط و الكلاب".
وتبدأ التجربة بتعقيم أيادي الزوار بمعقم خالٍ من الكحول وخاص بالطيور، ثم يتم إعلامهم بقواعد الزيارة وعدم إصدار أصوات عالية، أو استخدام ضوء الفلاش أثناء التصوير، ثم يقود أحد مدربي الطيور جولة تعريفية متوفرة باللغة العربية، والإنجليزية، والروسية.
وتقدم هذه الجولة معلومات عن الفصائل المختلفة للطيور، وتعريف الزوار بأسمائها وأطباعها المختلفة. وفي نهاية الجولة، يتسنى للزوار فرصة التقاط الصور مع الطيور أثناء حملها أو لمسها.
ويعتبر الاعتناء بطائر البوم هو أحد الركائز الأساسية لاستمرارية المقهى، كما يعد أولوية بالنسبة لفريق العمل، ويتواجد اثنان من مدربي الطيور يومياً في المقهى، حيث تكمن مهتمهما في الاعتناء بالطيور ومرافقة الزوار خلال جولاتهم.
ويتضمن برنامج عناية المدربين بالطيور وتحضير الطعام وتقديمه للطيور، مع تعقيم بيئتها باستمرار، والإشراف المستمر على الزوار لتفادي أن يتسببوا بأي مضايقات.
ويعمل الفريق لمدة 8 ساعات يومياً، ما يعطي الطيور 16 ساعة من الراحة، والخصوصية، والهدوء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة