قال عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان "إن الثورة السودانية في ديسمبر 2018، قدمت نموذجا متفردا بسلميتها وبطولاتها وتضحياتها التي قدمها الشباب والشابات السودانيات".
وأضاف البرهان - خلال المؤتمر الدولي لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان، والذي بدأت أعماله اليوم /الاثنين/ بالعاصمة الفرنسية باريس - "المؤتمر الدولي لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان يتيح فرصة تاريخية للسودان ليعاود انطلاقه في العالم كبلد يستعد للاندماج في مجتمع الأمم حاملا رسالة خير وسلام وتعاون من الأخرين بعد أن ظل لثلاثين عاما معزولا خاضعا للعقوبات".
وأعرب عن خالص شكره لرؤساء وزعماء الدول والمنظمات والمؤسسات العالمية والإقليمية للمشاركة في المؤتمر، مما يؤكد دعمهم للانتقال الديمقراطي في السودان وحرصهم على إرساء معاني السلام والأمن والازدهار كحقوق أساسية لجميع شعوب العالم.. متابعا: "نفتخر بالدور التاريخي والمفصلي الذي قامت به القوات المسلحة بالسوادن، والذي يضيف بعدا آخر لتفرد وتميز الثورة السودانية وقصة نجاحها، وستبقى القوات المسلحة هي الضامن والحارس للتحول الديمقراطي والحامي للفترة الانتقالية، وستستمر ضمن مكونات الحكومة الانتقالية تؤدى واجبها الدستور المنوط بها في حماية مصالح وحدود السودان وأمنه بكل السبل والوسائل".
وأكد أن التغير الذي أحدثته ثورة ديسمبر المجيدة في السودان، هو تغيير حقيقي وتاريخي نحو التحول الديمقراطي والانفتاح على العالم الخارجي، منوها بأن السودان يسير الآن في المسار الصحيح من أجل العودة إلى المنظومة الدولية لإجراء الإصلاحات اللازمة التي شملت الإصلاح القانوني والعدلي والاقتصادي، وكذلك إطلاق الحريات العامة وتحقيق السلام الداخلي وتوقيع اتفاقيات السلام في جوبا مع جزء كبير من الحركات المسلحة المعارضة، فضلا عن الشروع في إكمال مسيرة السلام مع الأطراف الأخرى.
وأوضح البرهان أن كل ذلك كان ثمرة للشراكة بين القوى المدنية والعسكرية، حيث يمثلان طرفي الشراكة في حكومة الفترة الانتقالية، التي توسعت الآن بعد انضمام مجموعات سلام جوبا.
ولفت إلى أن اتفاقيات السلام التي تم توقيعها في جوبا تركز على معالجة جذور وأسباب النزاع الحقيقية، مشيرا إلى أن هذه المعالجات تواجه تحديات كبيرة تعترض تنفيذها، وذلك بسبب عدم توفر الموارد اللازمة لجهود إعادة الإعمار في مناطق النزاعات وجهود العودة الطوعية للنازحين واللاجئين والترتيبات الأمنية المتعلقة بإعادة الإدماج والتسريح وغيرها.
وشدد البرهان على أن السودان بموقعه وتاريخه ومساهماته جدير بأن يكون رائدا في المجتمع الإقليمي والدولي، موضحا أن مجلس السيادة ظل يدعم بقوة جهود الانفتاح الخارجي التي تقودها الحكومة التنفيذية من خلال التواصل المباشر مع رؤساء وزعماء الدول الصديقة والشقيقة.
وبين أن مجلس السيادة بذل جهدا مكملا للحكومة التنفيذية في تأكيد أهمية الانضمام لمبادرات السلام في منطقة الشرق الأوسط ودعم كل مبادرة من شأنها أن تعود بفائدة على الانتقال الديمقراطي في السودان، وبما يحفظ للسودان قراره وسيادته ويؤهله ليصبح ركيزة اساسية لاستدامة الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أكد الالتزام بكافة المواثيق والعهود الدولية وحقوق الإنسان واحترام المبادئ الأساسية للصداقة والتعاون وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، فضلا عن المساهمة الفاعلة في ترقية التعاون الإقليمي والدولي وانتهاج سياسات حسن الجوار .
كما شدد على أن ما تم التوافق عليه في مؤسسات الحكومة الانتقالية، هو الدعوة الى انتهاج التفاوض لحل الخلافات، خاصة مع الجارة إثيوبيا في قضية سد النهضة، وبما يحفظ حقوق الدول الثلاث وفق القانون الدولي.. واستطرد "السودان بذات حرصه على وحدة وسلامة أراضيه وسيادته على حدوده المعترف بها دوليا، حريص أيضا على أمن واستقرار الجارة إثيوبيا وعلى مبادئ التعاون الإقليمي والدولي، خاصة المهددات الأمنية، مثل جهود مكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة العابرة".
واختتم البرهان، كلمته، بالتأكيد على أن الشراكة التي تكونت بعد نجاح الثورة السودانية تعمل بشكل جيد وتسير بالبلاد بخطى واثقة لتحقيق شعارات الثورة واستكمال التحول الديمقراطي المنشود بنهاية الفترة الانتقالية، كما أن ترتبيات الفترة الانتقالية ماضية بكل ثقة في تحقيق التحول والتغيير الذي نادت به شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة