عاد أكثر من 40 شخصا من أبناء قرية مسير بمحافظة كفر الشيخ والتى تحولت لمدينة منذ عدة أشهر، لطفولتهم بعد فراق دام 45 عاما، عندما كانوا أطفالاً وزملاء بالمرحلة الابتدائية، ليتفرقوا بين المحافظات وبين المراكز والمدن، وبعد تلك السنوات يسترجعون ذكريات الماضى، فقرروا اللقاء، وكانت الفكرة من أحدهم الذى تمنى ذلك اللقاء وطوال أكثر من 15 يوما تمكن من التواصل مع أصدقاء الطفولة، وخلال تواصله معهم لم يتعرف على صوته عدد منهم، ومنهم من عادت به الذكريات للطفولة، فتواصلوا على الواتس آب وتبادلوا الصور ولم يصدقوا أن الزمن غير ملامح عدد منهم، ليلتقوا فى مسير بكفر الشيخ.
واجتمع رفقاء الطفولة وفضلوا العودة للأطعمة التى كانوا يتناولونها بمنازلهم منذ 45 سنة، فطار فلاحى جبنة بيضاء وقديمة ولبن، وبيض، وقاموا بإعداد الإفطار، وبدأوا يومهم بقراءة الفاتحة على أرواح زملائهم الذين وافتهم المنية.
وقال محمد عمارة: فضلنا أن نلتقى وسط الزراعات القريبة من مسير بعيداً عن المنازل، لنتذكر بعد 45 سنة، ذكريات الطفولة، ونجتمع معا، ونعيد أيام الطفولة، مؤكداً أنه مجرد تلقى زملاء الطفولة الدعوة بدأنا فى اختيار الوقت المناسب للقاء، واعتذرنا عن أعمالنا فى المحافظات التى نقيم بها، ونتجرد من مناصبنا المتعددة، لنتلقى ونعيد الذكريات.
وأكد حاتم حسنى الجوهرى، من أهالى قرية مسير: لاحظت أن الظروف والمشاغل تبعد الأصدقاء وبعد سنوات متعددة ينسى الأصدقاء رفاق الدرب حتى ولو كانوا زملاء الدراسة، فصممت على جمع الشتات فى يوم نعيد الذكريات، وبدأت التواصل مع الزملاء بالمرحلة الابتدائية الذين انتقلوا من مسير لمحافظات عدة، وانقطعت الصلة بيننا، فتمكنت من التوصل لأقارب زملاء الطفولة ومنهم من بحثت عنه من خلال الفيس بوك، وتوصلت لعدد منهم، وصدمت عندما عرفت أن عدد منهم توفى، وبدأنا فى إنشاء مجموعة على الواتس أب، لنتبادل الصور القديمة والحالية لكل منا، وظهر ملامح الزمن علينا.
وقال هانى سعيدة، مدير مدرسة تجريبية المعلمات: كل زملاء الطفولة وجدوا دعوة الجوهرى وحمادة البنا فرصة ثمينة لابد من استغلالها، ونلتقى لنعيد ذكريات الماضى.
حاتم حسني الجوهري
وأضاف حمادة البنا، خبير لغة عربية: بدأت الفكرة تتجمع وجلس سامى الغفلول، وهو شقيق أستاذنا محمد الغفلول فى المرحلة الابتدائية، واجتمعنا مع هانى سعيدة وحاتم الجوهرى، وبدأنا فى تنفيذ الفكرة، وتم التواصل مع الزملاء، ووجدنا ترحاب وقبول من الجميع، وقرر زملاء الطفولة التوجه من مقر إقامتهم سواء بالقاهرة أو الإسكندرية أو مدن قناة السويس وسيناء، تركوا أعمالهم ومشاغلهم لنلتقى فى يوم بعيداً عن هموم العمل، ونضرب أروع الأمثلة للجيل الحالى وأحفادنا وأبنائنا أن التواصل الاجتماعى والتمسك بالصداقات أمر لابد من ولا تجعلنا مشاكل وأعباء الحياة بعيدين عن رفقاء الأمس.
وقال هشام شمس الدين، مدير مدرسة: معظم الزملاء كانوا مسافرين خارج مصر، واستغل الجوهرى فرصة تواجدهم فى مصر، وتم توجيه الدعوة للزملاء، وتم عمل جروب واتس والتواصل أصبح بيننا على طوال 24 ساعة.
وأكد الصافى فتحى شدو، مقيم بجنوب سيناء: لا يستطيع وصف سعادته عندما تلقى دعوة اللقاء بمسير، وأنه فضل أن يترك أسرته فى سيناء ليلتقى بالأحباب رفقاء الطفولة، ليراهم بعد 45 سنة لم يرى عدد منهم خلالها ولا مرة، لنلتقى ونعيد الذكريات، ونقضى ساعات معدودة لنعيد ذكريات الطفولة.
وأضاف عبد الفتاح البحيرى، محام: أنه يشعر أنه عاد اليوم وكأن عمره 10 سنوات، كل منا يتذكر أيام المرحلة الابتدائية، والمواقف التى مر بها كل منهم سواء فى المدرسة أو فى المنزل، نتذكر عندما كنا نتزاور، وما كان يقدمه لنا أهلينا من أطعمة وغيرها أثناء المذاكرة.
وقال منتصر الجوهرى، إنه ترك خدمات الأهالى واستأذن منهم ليلتقى بأصدقاء الطفولة، مؤكداً أن الأجيال الجديدة أصدقائهم الميديا ولكن جيلنا كانت الصداقة والرفقاء هم الأصدقاء، مشيرة إلى أنه سعيد بهذا اللقاء ويتمنى أن تتكرر تلك اللقاءات.
وقال عصام خضير، مدير مدرسة، إن الاجتماع مع أصدقاء الطفولة بعد 45 سنة فراق بين الزراعات والخضرة والأراضى الزراعية، أعاد لنا أيام الطفولة، لأننا نشأنا فى تلك الأرض وتربينا عليها، ومنها تعلمنا، وبسببها تفوقنا ووصلنا لمراكز متعددة فى الدولة وفى القطاع الخاص، متمنياً أن كل دفعة من الدفعات على مستوى الجمهورية وليست المحافظة فقط أن يحذو حذوهم، فهم مواليد عام 1965، متمنيا أن يتعلم أبنائنا أن الصداقة كنز ثمين، وعليهم بالتعرف على الآخرين لأن التعارف ينفعهم فى حياتهم لأن الصديق الصدوق ينفع وقت الأزمة.
صور تذكارية للأصدقاء
صور للعديد من اصدقاء الطفولة
فرحة كبرى باللقاء
لافتة تحمل صور المجموعة
محمد عبدالباقي عماره
مداعبات بين الاصدقاء
هشام شمس الدين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة