بدأ العد التنازلى، لخروج ملوك مصر من المتحف المصرى فى التحرير، فى مشهد مهيب، متوجهين لمكان إقامتهم الدائمة فى المتحف القومى للحضارة المصرية، فى موكب ضخم يضم 22 مومياء لملوك مصر القدماء، وذلك على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، ومن الملاحظ خلال الفترة الأخيرة هو أعمال التجهيزات والتحضيرات لهذا الحدث العظيم، والتي تبرز جهود الدولة الجارية لتطوير وتحديث القاهرة وغيرها من المدن القديمة، تمهيدًا لهذا الحدث الجليل.
فعندما تم العثور على هذه المومياوات خلال الكشف عن كل من خبيئة الدير البحري في عام 1881، وخبيئة مقبرة الملك امنحتب الثاني في عام 1898م.
ففي خبيئة الدير البحرى عام 1881م، تم العثور على مومياوات الملوك سقنن رع تاعا، أحمس الأول، أمنحتب الأول، تحتمس الأول، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، ستي الأول، ورمسيس الثالث ورمسيس الثاني، ورمسيس التاسع، ومن الملكات أحمس- نفرتاري.
الدير البحرى
وفى خبيئة مقبرة الملك امنحتب الثاني في عام 1898م، تم العثور على مومياء أمنحتب الثاني، تحتمس الرابع، أمنحتب الثالث، مرنبتاح، سا بتاح، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، ستي الثاني، والملكة تي.
وظلت أعمال نقل المومياوات مستمرة دون احتفالات أو مواكب إلى المتحف المصرى ببولاق، لتظل هناك فترة من الزمن، وبسبب حالة المتحف وقتها تم نقلها إلى متحف الجيزة، لتنقل بعد ذلك لضريح سعد زغلول، وعندما تم إنشاء المتحف المصرى بالتحرير تم نقل المومياوات إلى هناك.
ولكن ما حدث منذ بداية طرح فكرة نقل المومياوات في موكب ملكى، بدأت التحضيرات والتجهيزات على أعلى مستوى من عدة جوانب ليس الجانب الأثرى فقط بل حتى تطوير خط السير، وبدأ العمل على عدة شهور للخروج بالحدث بما يليق مع عظمة الحضارة المصرية القديمة، ولهذا تم التوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسى، بضرورة تطوير المناطق الموجودة على خط سير الموكب بداية من ميدان التحرير وحتى الفسطاط.
وشملت أعمال التطوير رفع كفاءة جميع الشوارع على خط السير، وتطوير ميدان التحرير حيث تم وضع مسلة بميدان التحرير كانت مقسمة على 3 أجزاء تم ترميمها وتركيبها، وكذلك ترميم ووضع 4 كباش ليست من طريق الكباش ولكنها من خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بمعابد الكرنك بمدينة الأقصر، وترميم سور مجرى العيون، ورفع كفاءة بحيرة عين الصيرة وإعادة توظيفها، إلى جانب إنشاء كوبري لربط عدد من الطرق لتسهيل الوصول إلى المتحف.
وقام طلبة كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية بجامعة حلون بتجميل الحوائط الخرسانية الموجودة في أماكن متفرقة على طول طريق موكب نقل المومياوات الملكية برسم جداريات فنية، وتعتمد فكرة تصميم اللوحات علي توثيق تراث الحضارة المصرية القديمة بطريقة فنية، على أن تحمل اللوحات أصول فنية ومعان رمزية وتعبيرية، بأسلوب فنى حديث يتماشى مع مجتمعنا المصري المعاصر.
وقام الطلبة أيضًأ بتجميل أحواض النباتات الموجودة بمتحف الحضارة برسومات تعكس مظاهر الفن في العصور التاريخية المتخلفة بمصر، وتجميل بعض الأعمدة الرخامية بنحتها بنقوش أثرية، كما تم تصميم عدد من اللوحات التي توضح محتوى المتحف.
وعن المومياوات في البداية تم تغليفها باستخدام الطرق العلمية الحديثة، وسوف تتم عملية نقل المومياوات الملكية وفقًا لإجراءات محددة تراعى كل معايير الأمان والسلامة المتبعة عالميًا فى نقل القطع الأثرية.
كما تم وضع المومياوات داخل وحدات تعقيم مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية، وتحمل المومياوات على عربات تم تصميمها وتجهيزها خصيصًا لذلك الحدث، بهدف الحفاظ على سلامتها، كما تم عمل دراسة شاملة لحالة كل مومياء قبل البدء في عملية التغليف، واكتشاف نقاط الضعف بها وتقويتها وترميمها بأيادي مصرية من فريق عمل من مرممى الوزارة الأكفاء.
أما عملية النقل فسوف تتم باستخدام سيارات مجهزه خصيصا لتلك العملية، بما يضمن التحكم في الاهتزازات، على أن يتم استقبال المومياوات استقبالا عسكريا يليق بعظمة الأجداد، وإطلاق 21 طلقة تشريفة بالمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط
كما تم تدشين حملة ترويجية للحدث في الأسواق العالمية والعربية المصدرة للسياحة لمصر، وعمل حملة الدعائية تتضمن ترجمة كافة المواد والأفلام الترويجية للحدث إلى 14 لغة مختلفة، ويتم وضع الدعاية على الصفحات الرسمية للوزارة والهيئة المصرية للتنشيط السياحي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انستجرام والفيس بوك وتويتر وYou Tube في الأسواق العربية والدولية.
ونجحت الدولة متمثلة في وزارة السياحة والآثار على تلقى أكثر من 400 طلب من وسائل الإعلام العالمية المختلقة لنقل الحدث ليرى العالم أن مصر صاحبة تاريخ عريق وحضارة عظيمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة