نلقى الضوء على كتاب "أنثروبولوجيا التواصل.. من النظرية إلى ميدان البحث" لـ إيف وينكين، ترجمة خالد عمرانى، صدرت الترجمة عن هيئة البحرين للثقافة والآثار.
ويقول الكتاب:
يعتبر التواصل عملاً فردياً، وعليه فإن الآلية التى تؤسسه هى التى تحوّل الأفكار الداخلية إلى كلام خارجى، وإذا استلهمنا معجم هندسة الاتصالات، فإن الباحثين الذين يعملون فى هذا الاتجاه يتحدثون فى الغالب عن التشفير وفك التشفير (حين تصبر الكلمات فى الطرف الآخر من السلسلة أفكاراً )، إذ يبدأ التواصل من داخل فردٍ وينتهى داخل فرد آخر، وكل فرد وحدة مكوّنة من حسد وعقل، الأول يحتوى الثانى.
من هنا يمكن القول بأن كل فرد هو بمثابة علبة غامضة مغلقة ومعزولة بمساحة ما عن كل فرد آخر، ولكن كل فرد يمكنه أن يختار الكشف عن بنات فكره للآخر، وبالتالى فهو يستعمل اللغة ليقطع المسافة التى تفصله عن الآخر .
إن اللغة وسيلة التواصل، التى هى ذاتها وسيلة نقل الأفكار، وعليه فالتواصل نشاط لغوى أو شفهى أو كتابى، تنتقل من عقل لآخر عبر الفم والأذن أو عبر اليد والعينين.
وتشبه الكلمات كبسولات وعلباً صغيرة حين تنفتح لإعطاء المعلومة، قد يحصل للمتلقى حين يجمع تلك الجمل والكلمات على مادة طبق الأصل لفكر المرسل، ومن الممكن أن يحصل تشويش فى عملية النقل للمعلومة بسبب إقحام بعض الحركات الجسدية (حركة لا إرادية، غرائز، مشاعر جياشة) تعكر السير العادى لمسار النقل هذا، وحيث أن التواصل لغوى، فإنه يكون عقلانياً وإرادياً، ومن هنا فإنه من خصائص الإنسان، ولا يمكن الحديث عن التواصل عند الحيوان أو عن تواصل "غير لغوى" إلا مجازاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة