يمر اليوم 55 عاما على رحيل النجمة الاستعراضية الجميلة نعيمة عاكف التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 23 إبريل من عام 1966 بعد رحلة مع المرض وبعد أن سجلت اسمها إلى الأبد فى قلوب الملايين من عشاق فنها وخفة ظلها وطلتها المميزة.
نعيمة عاكف الفنانة والإنسانة جميلة المظهروالجوهر، التى تربعت على عرش القلوب والتى كانت حياتها سلسلة من العذاب والشقاء تخللتها فترات سعادة لم تدم كثيرا وتألق ونجاح وصل للعالمية رغم سنوات عمرها القليلة التى لم تتجاوز 37 عاما.
عرفت نعيمة عاكف الشقاء منذ طفولتها وعلمت نفسها بنفسها، حيث ولدت وبدأت حياتها فى سيرك والدها بطنطا عام 1929، وتدربت فى السيرك وعمرها 4 حتى أصبحت بطلة السيرك، ولكن تعرض والدها للإفلاس ورهن السيرك، وانتقلت نعيمة مع والدتها وشقيقاتها إلى القاهرة، رفضت الأم أن تعمل مع بناتها فى الصالات التى شعرت بأنها أرادت استغلالهن استغلالا مشينا، وبدأت الفتيات الأربع يقدمن عروضا فى الشارع حتى يجدن ما يسد جوعهن ويعينهن على الحياة، حتى شاهدهن على الكسار فضم نعيمة إلى فرقته، فتميزت فى الفرقة واستعانت بها بديعة مصابنى، ثم شاهدها عدد من المخرجين واستعانوا بها عام 1948، من خلال فيلمَى «حب لا يموت» و«آه يا حرامى»، وفى عام 1949 ظهرت كراقصة فى فيلم «ست البيت»، لكنها قدمت أول أدوارها التمثيلية من خلال فيلم (العيش والملح) بعد أن أعجب بها المخرج حسين فوزى وتعاقد معها على عدد من الأفلام، وتزوجها.
قدمت نعيمة عاكف مع زوجها حسين فوزى ما يقرب من 15 فيلما، منها: «بلدى وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، تمر حنة، ياحلاوة الحب، أحبك ياحسن».
وبعد عشرة أعوام من الزواج انفصلت نعيمة عن زوجها فى هدوء، ثم تزوجت من المحاسب صلاح الدين عبدالعليم وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد صلاح الدين عبدالعليم، وحصلت نعيمة عاكف على لقب أحسن راقصة فى العالم من مهرجان الشباب العالمى بموسكو عام 1958 ضمن خمسين دولة شاركت فى هذا المهرجان.
كانت نعيمة عاكف تتميز فضلاً عن مواهبها الفريدة بأخلاقها الراقية، وتقربها إلى الله ،على الرغم من أنها لم تتحدث كثيرا عن علاقتها بربها، ورفضت فى إحدى المرات أن يلتقط لها أحد المصورين صورة وهى تصلى، وقالت له إن الصلاة علاقة بينها وبين ربها لا يجب أن تتاجر بها أو تكون محلا للنشر فى الصحافة.
ولكن كان القريبون منها كانوا يعرفون صفاتها وتدينها ورقة روحها، ومحاولاتها وعاداتها للتقرب إلى الله خاصة فى شهر رمضان.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر في رمضان عام 1954 تحدثت الفنانة نعيمة عاكف عن عاداتها في رمضان وقالت إنها تحرص على الصيام منذ كان عمرها 8 سنوات وأن والدها كان يقدم كافأة قدرها 20 قرشاً لكل ابنة من بناته تصوم رمضان، مؤكدة أنها كانت تقوم ببطولة فيلم، وصادفت أيام التصوير شهر رمضان وطلب منها المخرج أن تفطر لتتمكن من العمل لكنها رفضت وأصرت على الصيام وطلبت تأجيل التصوير، وأشارت الكواكب إلى أن من أهم العادات التى تحرص عليها نعيمة عاكف فى رمضان بعد الإفطار زيارة مساجد الأولياء الصالحين.
وكان لنعيمة عاكف مجموعة من الأصدقاء المقربين الذين كانت تجتمع معهم خلال شهر رمضان فى فترة من حياتها وكانت هذه المجموعة تضم هدى سلطان ومديحة يسرى ومحمد فوزى والمخرج نيازى مصطفى والفنانة الكبيرة زينب صدقى ، وكانت هذه المجموعة تحرص على الصيام والمحافظة على الصلاة، وكانت الفنانة زينب صدقى تقوم بمهمة الوعظ والإرشاد لهذه المجموعة حيث عرفت بثقافتها الواسعة وتدينها وأطلق عليها لقب "شكسبيرة الزمالك"، وكان أفراد الشلة يثقون فيها ويستمعون لما تقوله من معلومات باهتمام ويستشيرونها فى أى أمر يحيرهم من الأمور الدينية.
ولكن بعد زواجها الثانى وانجابها لابنها الوحيد محمد بدأت الفنانة الاستعراضية الابتعاد عن الأجواء الصاخبة وعدسات كاميرات المصورين، خلال شهر رمضان، وتفضل أن تقضى أغلب أوقاتها فى الاعتكاف والالتزام بالصلاة وقراءة القرآن، وقاطعت بدلة الرقص، وكانت تقضى أغلب أوقاتها مع ابنها.
وفى عام 1963 شعرت نعيمة عاكف بالإعياء، واكتشفت إصابتها بسرطان المعدة، وعانت أشد المعاناة مع المرض، حتى رحلت عام 1966.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة