قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، فى خطابه أمام قمة المناخ الافتراضية التى عقدها الرئيس الأمريكى جو بايدن، إن زعماء العالم يجب أن يتحركوا الآن وأن يضعوا الكوكب على مسار أخضر "لأننا على حافة الهاوية".
وحذر جوتيريش، من أن الطبيعة الأم لا تستطيع الانتظار، لأن العقد الماضى كان الأكثر سخونة على الإطلاق ولا يزال العالم يشهد ارتفاعا فى مستويات سطح البحر ودرجات الحرارة الحارقة وأعاصير مدارية مدمرة وحرائق غابات ملحمية، وفقا لما جاء على الموقع الإلكترونى لمنظمة الأمم المتحدة فى نسخته باللغة الإنجليزية.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة "نحن بحاجة إلى كوكب أخضر لكن العالم فى حالة طوارئ قصوى، نحن على حافة الهاوية، يجب أن نتأكد من أن الخطوة التالية تسير فى الاتجاه الصحيح، يتعين على القادة فى كل مكان اتخاذ الإجراءات اللازمة".
وتوجه جوتيريش بالشكر إلى الرئيس الأمريكى جو بايدن لاستضافته قمة القادة حول المناخ التى تستمر ليومين، وأثنى على التزام الولايات المتحدة بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وفى كلمته الافتتاحية، أعلن بايدن أن بلاده ستخفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030، وتحدث عن فرص عمل استثنائية وفرص اقتصادية توفرها الاستجابة المناخية، واقترح استثمارات فى قطاعات مثل الطاقة والنقل والبناء والزراعة.
وأقر بايدن بأنه لا توجد دولة يمكنها حل حالة الطوارئ المناخية بمفردها، ودعا قادة أكبر الاقتصادات فى العالم إلى مضاعفة الجهود فى السباق نحو مستقبل مستدام.
وقال الرئيس الأمريكى "يخبرنا العلماء أن هذا هو العقد الحاسم الذى يجب أن نتخذ فيه قرارات من شأنها تجنب أسوأ عواقب أزمة المناخ".
واستخدم جوتيريش القمة لتوسيع نطاق دعوته إلى تحالف عالمى للوصول بصافى انبعاثات غازات الدفيئة إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، وإلى أن ترفع الدول من التزاماتها بموجب اتفاق باريس التاريخى بشأن تغير المناخ.
وتهدف معاهدة 2015 إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 5ر1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وتتطلب من الحكومات الالتزام بعمل مناخى طموح بشكل متزايد من خلال خطط تعرف باسم المساهمات المحددة وطنيا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة "يجب على جميع الدول بداية من الجهات الرئيسية للانبعاثات تقديم مساهمات جديدة وأكثر طموحا محددة وطنيا للتخفيف والتكيف والتمويل، ووضع الإجراءات والسياسات للسنوات العشر القادمة بما يتماشى مع مسار صفر انبعاثات لعام 2050".
وأضاف أنه يجب ترجمة هذه الالتزامات أيضا إلى إجراءات ملموسة وفورية، إذ تشير التقديرات إلى أن أقل من ربع الإنفاق على التعافى من الجائحة سيخصص للتخفيف من الانبعاثات أو الحد من تلوث الهواء أو تعزيز رأس المال الطبيعي.
وذكر جوتيريش أن "تريليونات الدولارات اللازمة للتعافى من مرض كوفيد-19 هى أموال نقترضها من الأجيال القادمة، لا يمكننا استخدام هذه الموارد لإبقاء السياسات التى تثقل كاهلهم بجبل من الديون على كوكب محطم".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة القادة إلى وضع سعر للكربون من خلال الضرائب، ودعا إلى إنهاء الدعم للوقود الأحفوري، وبدلا من ذلك زيادة الاستثمار فى الطاقة المتجددة والبنية التحتية الخضراء، وقال "أوقفوا تمويل الفحم وبناء محطات جديدة لتوليد الطاقة من الفحم، تخلصوا تدريجيا من الفحم بحلول عام 2030 فى أغنى الدول، وبحلول عام 2040 فى أى مكان آخر، اضمنوا انتقالا عادلا للأشخاص المتضررين والمجتمعات المتضررة".
وقال جوتيريش إن إنشاء تحالف صافى صفر انبعاثات عالمى سيتطلب اختراقا فى كل من التمويل والتكيف، وحث المانحين وكذلك البنوك على الانتقال من 20 إلى 50 بالمائة فى جميع تدفقات التمويل المناخى إلى المرونة والتكيف.
وأضاف "قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ فى نوفمبر فى جلاسكو نحتاج إلى مقترحات ملموسة تسهل الوصول إلى مزيد من التمويل والدعم التكنولوجى للدول الأكثر ضعفا، يجب على الدول المتقدمة تقديم التمويل العام للمناخ، بما فى ذلك 100 مليار دولار أمريكى التى وعد بها منذ فترة طويلة للعمل المناخى فى الدول النامية فى قمة مجموعة السبع فى يونيو".
وقد أصدرت رئيسة هيئة اتفاقية المناخ التابعة للأمم المتحدة باتريشيا إسبينوزا بيانا حول القمة، أشارت فيه إلى أن حالة الطوارئ المتعلقة بتغير المناخ العالمى تعتبر خطرا واضحا وقائما ومتزايدا على جميع الناس على هذا الكوكب.
وقالت إسبينوزا "إنها لا تعترف بحدود وبينما قد تتأثر الدول بشكل مختلف، لا أحد محصن، هذا وقت القيادة والشجاعة والتضامن من قبل قادة العالم وهو الوقت الذى يجب عليهم فيه اتخاذ القرارات الصعبة اللازمة للوفاء فى النهاية بوعود اتفاق باريس وإبعاد العالم عن الكارثة وتوجيهه نحو حقبة غير مسبوقة من النمو والازدهار والأمل للجميع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة