صدر حديثا للباحث الدكتور رضا عبد الحليم خليفة كتاب جديد تحت عنوان "فن النحت الملكي في مصر القديمة" وهو الجزء الأول، وتتناول عصر الدولة الوسطى، والكتاب عبارة عن دراسة خصائص لفن النحت الملكي للتماثيل الملكية في عصر الدولة الوسطى، حيث يتم عرض الموضوع كاملاً عن فن النحت منذ نشأة العصور القديمة وصولاً إلى نهاية عصر المصريين القدماء، وربط المراحل الفنية ببعضها البعض.
وبحسب المؤلف كانت هذه الدراسة بمثابة الفحص والتدقيق للمدارس الفنية للتماثيل الملكية في إلا أنه كان من الضروري ربط الموضوع ربطاً تاريخياً وفنيا مما أوجب دراسة المدارس القديمة المعروفة وعرض فكرة إضافة مدارس أخرى إقليمية رأى المؤلف ضرورة وجودها وأنها كانت موجودة بالفعل إلا أنه أزاح عنها الستار مضيفاً لأهميتها الفنية القيمة التي تجعلها مدارس مماثلة للمدارس المعروفة للباحثين.
وأشار المؤلف إلى أن الكتاب يهدف إلى استكمال الدراسات السابقة على الموضوع والتي قد نالت التقدير من الباحثين باعتبار أن عصر الأسرة الدولة الوسطى بصفة عامة - وعصر الثانية عشرة بصفة خاصة – الذي هو بمثابة عصر إعادة النهضة والأمجاد لمصر بعد عصر فوضى وإنحدار سادت فيه الإضطرابات، والذي رأى الكاتب فيه إحياء لأمجاد عصر بناة الأهرام في الأسرة الرابعة ليس من الناحية السياسية فحسب وإنما في كل مناحي الحياة آنذاك، ويخصنا هنا الناحية الفنية وتحديداً فن النحت الملكي، الذي كان فنانو عصر الأسرة الثانية عشرة والتي بلا شك إتخذت من عصر الأسرة الرابعة وفنانيها نبراساً يهتدون به في أعمالهم الفنية وخصوصاً في النحت الملكي الذي يصور لنا جسد الملك الإله.
وتهدف هذه الدراسة إلى تقسيم فن النحت الملكي تقسيماً واضحاً ومحدداً في شكل مدارس فنية ربما إنها كانت موجودة وذات كيان واضح وسمات وقواعد ثابتة في نحت التماثيل الملكية إلا أنها كانت مغمورة في أقاليم كثير، أراد المؤلف أن يظهرها بشكل علمي محدد في إضافة علمية آمل أن يستفيد منها جميع الباحثين في الفنون المصرية القديمة من الآثاريين والمتخصصين في علوم المصريات، حيث لمس الكاتب تعطشاً من الباحثين إلى الوقوف على مراجع متخصصة في الفنون المصرية القديمة، وأن الدراسات السابقة للموضوع لم تكن كافية لتغطية هذا الموضوع الشيق، والذي جاء إستكمالاً لدراسة هذا العصر حيث أن الكاتب قد سبق وأن نشر كتابه الأول ضمن مطبوعات الهيئة المصرية العامة للكتاب الموقرة و المعنون ب ( أهرامات الدولة الوسطى ) في عمارة الملوك وأهراماتهم الحجرية واللبنية لملوك الأسرة الثانية عشرة .
والفن هو نتاج الإستقرار الذي حققه الإنسان المصري القديم بعد ما أوقد النار واستأنس الحيوان وتوصل للزراعة، وهى إنجازات مشهودة له حققها قبل أن يبدأ تاريخه المكتوب في عصورة التاريخية منذ نشأته، والفن يخطو خطوات ثابتة نحو تأكيد أصالته، وإبراز خصائصه والإلتزام بضوابطه على مر العصور.
وهذا الكتاب هو الثاني للناشر بعد أن تم إعتماد كتابة الأول منذ عام 2019 م ضمن مطبوعات الهيئة المصرية العامة للكتاب والمعنون بـ (أهرامات الدولة الوسطى) والذي كان لنشرة أصداء طيبة لدى الباحثين والمهتمين بالدراسات الأثرية في مصر وخارجها حيث أنه تناول حقبة كانت تفتقر المكتبة العربية لمثل هذا الكتاب .
وتعتبر مؤلفات الكاتب بمثابة نشر علمي لبحثي الماجستير والدكتوراة ممزوجة بخبرة الكاتب العملية والحقلية الممتدة منذ بدايات الثمانينات وحتى يومنا هذا مذ أن كان مفتشاً لآثار الهرم في عام 1987م وانتهاءاً بالعمل في نفس المنطقة الأثرية العالمية بأهرامات الجيزة بدرجة مدير عام العلاقات العامة بمنطقة آثار الهرم بوزارة السياحة والآثار بعد أن تخلل هذه الفترة عملة مديرا للبعثة المصرية البولندية المشتركة بمنطقة آثار هرم هوارة بالفيوم لموسمين متتالين بالفيوم وسبقهما عملة أمينا بالمتحف المصري بالقاهرة ،وكذا العمل منتدباً للتدريس لثلاث مواد علمية أثرية لدبلوم وماجستير الموسيقى الفرعونية بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان ، مما أصبغ على الكتاب الخاص بفن النحت الملكي خبرات عديدة صبت في مصلحة البحث العلمي ، متمنيا للقارئ العربي أن أكون قد وعدت فأوفيت تجاة هذا الإصدار المرتقب ضمن مراجع الهيئة المصرية العامة للكتاب فور الانتهاء من مراجعته وطباعته .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة