كشفت دراسة بحثية بجامعة كاليفورنيا الأمريكية عن أن تطور الجينوم البشرى أدى إلى اختلال صارخ في التوازن بين الجنسين في حدوث العديد من الحالات الصحية، بما في ذلك التوحد، وقال الباحثون المسئولون عن ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة التطور الجزيئي إن الجينوم البشري قد تطور لصالح وراثة خصائص مختلفة جدًا لدى الذكور والإناث، وهو ما يجعل الرجال بدوره أكثر عرضة لمجموعة من الحالات الصحية الجسدية والعقلية.
ووفقًا لتقرير لصحيفة time now news يظهر تحليلهم أنه في حين أن بعض الحالات تحدث فقط عند النساء (سرطان عنق الرحم وسرطان المبيض، على سبيل المثال)، أو في كثير من الأحيان عند النساء (مثل التصلب المتعدد)، فإن الرجال أكثر عرضة للحالات الطبية بشكل عام ونتيجة لذلك، متوسط يموتون أسرع من النساء.
قال راما سينج، أستاذ علم الأحياء في ماكماستر الذي كتب الورقة البحثية مع ابنه، كارون سينج، الأستاذ المشارك في علم الأمراض العصبية في جامعة كاليفورنيا: "تتمتع خلايانا بذكريات وهي تحمل تراكم كل التغييرات التي مر بها أسلافنا على مدى ملايين السنين".
ونظر الباحثون إلى التوحد كمثال على الميل العام لدى الرجال لتطور الحالات الطبية أكثر من النساء على الرغم من أن النساء والرجال يرثون نفس المخططات الجينية من والديهم، فإن الطريقة التي يتم بها التعبير عن هذه المخططات مختلفة تمامًا، اعتمادًا على الجنس.
وأوضح الباحثون أنه يعد عمل الباحثين جزءًا من حركة متنامية نحو استكشاف التأثيرات الجينومية على الصحة، باستخدام أنماط وراثية لفهم التأثيرات الصحية على الأفراد والسكان وعرضها انها تقدم منظورًا لم يتم تمثيله جيدًا في الأدبيات الطبية.
يقول الباحثون إن النساء عادة ما يعشن أطول وأقل عرضة لمعظم الظروف الصحية لأن تركيبتهن الجينية قد تطورت كرد فعل للخصائص غير الصحية للجينوم الذكري، ما يخلق مناعة أفضل وطول عمر أطول، وأشار الباحثون إن فهم صحة الإنسان من خلال عدسة الجينوميات يمكن وينبغي أن يوجه البحث عن العلاجات والوقاية على الرغم من أن أصول حالات الصحة العقلية أكثر تعقيدًا، إلا أنها تتأثر بالعوامل التطورية نفسها ، كما يقول المؤلفون أن النساء أكثر عرضة للاكتئاب والقلق.
في التوحد يكون اختلال التوازن بين الذكور والإناث واضحًا بشكل خاص الأولاد أكثر عرضة للإصابة بأحد أشكال التوحد بأربعة أضعاف، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة يبدو أن التطور قد خلق عتبة أعلى تحمي المزيد من النساء من الإصابة بهذه الحالة، كما يقول الباحثين، في حين أن التوحد لا يُعزى فقط إلى الخصائص الموروثة، يبدو أن الأولاد أكثر عرضة لوراثة الخصائص التي تجعلهم أكثر عرضة للعوامل البيئية والتنموية وغيرها، ما يخلق المزيد من المسارات التي يمكن أن تؤدي إلى التوحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة