آنا أخماتوفا أبرز شاعرات روسيا فى عهد الاتحاد السوفيتى، عشقت بشكل كبير التاريخ والأدب، وتعرفت على الأدب الأوروبى عامة والروسى خاصة، ولكنها أحبت الشعر أكثر، وتمر اليوم ذكرى رحيلها، إذ رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 5 مارس من عام 1966م، من أشهر المؤثرين فى الشعر الروسى، وقد تم ترجمة أعمالها إلى العديد من اللغات، وتم اعتبارها من أشهر شعراء الروس فى القرن العشرين.
بدأت آنا أخماتوفا حياتها الإبداعية وهى فى سن صغير، كان عمرها وقتها 11 عامًا، وانضمت فى سن 21 إلى مجموعة من شعراء سانت بطرسبرج، وتزوجت زعيمهم نيكولاى جوميلوف فى عام 1910م، وقد ازداد إنتاجها الأدبى فى عام 1910 تحت اسم مستعار هو آنا أخماتوفا، حيث أن اسمها الحقيقى آنا أندرييفنا جورنكو.
وفى 1911م شاركت فى محترف الشعراء الذى ضم حركة الأوجية لتصبح بعد ذلك من أهم أعلام الحركة، وصدر أول ديوان شعر لها بعنوان "أمسية"، وذلك فى عام 1912م، وجلبت شهرتها وجعلت صوتها الشعرى رمزًا لتجربة جيلها، نبع جاذبيتها من النزاهة الفنية والعاطفية لصوتها الشعرى وكذلك من شخصيتها الشعرية، والتى تضخمت أكثر من خلال مظهرها اللافت للنظر.
آنا أخماتوفا
ثم أصدرت بعد ذلك عدة دواوين لها آخرها فى ذلك العقد أصبح معبرا عن مواقفها السياسية المعارضة للثورة البلشفية، وهذا ما لم يقبله السلطات السوفيتية آنذاك التى سرعان ما اتهمتها بالبرجوازية والارستقراطية، بل وصفتها بأنها "نصف راهبة ونصف بغى".
وانفصلت آنا أخماتوفا عن زوجها عام 1918م، وفى سنة 1921 أُتهم زوجها السابق جوميلوف، بالاشتراك فى مؤامرة معادية للسوفيت وأعدم، واضطرت أخماتوفا بعد بعد إعدام زوجها وبالتحديد فى عام 1923، الدخول فى فترة من الصمت الشعرى شبه التام والنبذ الأدبى، ولم يظهر أى مجلد من شعرها فى الاتحاد السوفيتى حتى عام 1940.
نفذت أخماتوفا عددًا من الترجمات الرائعة لأعمال شعراء آخرين ، بما فى ذلك فيكتور هوجو، ورابيندراناث طاغور، وجياكومو ليوباردى، والعديد من الشعراء الأرمينيين والكوريين، كما كتبت مذكرات شخصية حساسة عن الكاتب الرمزى ألكسندر بلوك ، والفنان أميديو موديلياني، وزميلها أكميست ماندلشتام.
فى عام 1964 حصلت على جائزة إتنا تاورمينا، وهى جائزة شعرية دولية منحت فى إيطاليا، وفى عام 1965 حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أكسفورد، كانت رحلاتها إلى صقلية وإنجلترا للحصول على هذه التكريمات أول رحلة لها خارج وطنها منذ عام 1912م، تمت ترجمة أعمال أخماتوفا على نطاق واسع، واستمرت مكانتها الدولية فى النمو بعد وفاتها، نشرت طبعة من مجلدين من أعمال أخماتوفا المجمعة فى موسكو عام 1986م، وظهرت القصائد الكاملة لآنا أخماتوفا أيضًا فى مجلدين، فى عام 1990 وتم تحديثها وتوسيعها فى عام 1992.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة