سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 30 مارس 1914.. الخديو عباس الثانى يضع حجر أساس الجامعة المصرية.. والبرنسيس فاطمة ابنة الخديو إسماعيل توقع معه على محضر التأسيس

الثلاثاء، 30 مارس 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 30 مارس 1914.. الخديو عباس الثانى يضع حجر أساس الجامعة المصرية.. والبرنسيس فاطمة ابنة الخديو إسماعيل توقع معه على محضر التأسيس الخديو عباس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة الخامسة من يوم 30 مارس، مثل هذا اليوم، عام 1914، حين دخل الخديو عباس حلمى الثانى بموكبه الحافل إلى السرادق الفخم، احتفالا بوضع حجر أساس لمشروع عظيم وهو بناء الجامعة المصرية، حسبما يذكر أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديو، فى الجزء الثانى من مذكراته «مذكراتى فى نصف قرن».
 
كانت البرنسيس «فاطمة هانم إسماعيل» ابنة الخديو إسماعيل هى التى أمرت بأن تكون جميع نفقات هذا الاحتفال من مالها الخاص، وأن تكون لائقة بمقام الخديو الذى سيرأس هذا الحفل، فأقيم سرادق فاخر للخديوى، وأمامه سرادق آخر يسع الألوف من المدعوين.. يذكر «شفيق» الجهود والخطوات التى سبقت هذا الحفل من أجل خروج مشروع الجامعة إلى النور.. يقول عن مسألة الاكتتاب الذى أدى بالمشروع أن يصبح صرحا عظيما: «تبرع مصطفى كامل الغمراوى بك بستة أفدنة وقفها على الجامعة، وحسن زايد بك من أثرياء المنوفية بخمسين فدانا، وبمناسبة هذه الوقفية أقام حفلة فخمة فى بلدة «سراوة» يوم 15 إبريل 1908، تحت رئاسة البرنس «أحمد فؤاد باشا»، وبحضور أعضاء مجلس إدارة الجامعة، وعدد عظيم من الأعيان، ووقف «أحمد الشريف بك» من أثرياء الغربية، مائة فدان، كما وقف سمو البرنس «يوسف كمال» مائة وخمسة وعشرين فدانا بالقليوبية، وثلاثمائة جنيه للمساعدة فى نفقات إصلاح تلك الأطيان، وذلك عام 1911».
 
أما البرنسيس فاطمة فكان لها النصيب الأكبر فى هذا الاكتتاب، يضيف شفيق: «تبرعت البرنسيس فاطمة هانم إسماعيل، كريمة المغفور له إسماعيل باشا الخديو الأسبق، بستة أفدنة بجوار سرايها بالدقى لبناء دار الجامعة عليها، ووقفت ستمائة فدان من أجود أطيانها، لصرف ريعها على الجامعة غير جواهر قيمتها ثمانية عشر ألف جنيه».
 
كانت هناك مساعدات خارجية غلب عليها الطابع العلمى، ويذكرها «شفيق»، قائلا: «أهدى الامبراطور غليوم للجامعة كتبا تركية نادرة، ومجموعة ثمينة من المؤلفات الألمانية أكثرها خاص بالشرق، وكذلك أدوات علمية لقسم الطبيعة، وأهدى ملك إيطاليا كتابا نادرا، ومجموعة مؤلفة من النقود الإيطالية، وأهدى رجال حكومته مجموعة من معادن إيطاليا، وأهدى سلطان مراكش عدة مطبوعات طبعت بمطبعته الخاصة بفاس، وقبلت فرنسا ثلاثة من صغار الطلبة المصريين فى مدارسها بالمجان، وحذت إيطاليا حذوها».
 
بعد هذه التبرعات جاء الدور على وضع حجر الأساس والاحتفال الذى أقيم له، ويصفه «شفيق باشا» من واقع مشاركته فيه، قائلا: «أقبل الخديو بموكبه الحافل، فاستقبله الأمراء والنظار وأعضاء مجلس إدارة الجامعة يتقدمهم أصحاب الدولة، فريد باشا الصدر الأعظم الأسبق، والبرنس إبراهيم حلمى باشا، والبرنس فؤاد باشا، والبرنس محمد على حليم باشا، وسماحة جمال الدين أفندى شيخ الإسلام الأسبق، وفضيلة قاضى مصر، وشيخ الجامع الأزهر، وحسين رشدى باشا رئيس مجلس إدارة الجامعة، وأحمد شفيق وكيلها».
 
صدحت الموسيقى، ثم دخل الخديو إلى السرادق المعد له.. يذكر «شفيق» أن أحمد زكى باشا سكرتير مجلس النظار «الوزراء» تلا محضرا بوضع حجر الأساس فى الزاوية الشرقية الشمالية من البناء، ثم قام الخديو والبرنسيس «فاطمة هانم إسماعيل» بالتوقيع على المحضر، وكذلك أعضاء مجلس إدارة الجامعة، وألقى الخديو خطبة بليغة، ثم ألقى حسين رشدى باشا رئيس مجلس إدارة الجامعة كلمة.
 
يستكمل «شفيق» وصفه للمشهد، قائلا: «سار الجناب العالى يتبعه أعضاء مجلس الإدارة، وكبار المدعوين إلى حيث أعد حجر الزاوية، فقدم عبدالله وهبى باشا المهندس إلى سموه محارة ومطرقة من الفضة قبضاتهما من الأبنوس المنقوش، وكتب على كل منهما وعلى حجر الزاوية «الجامعة المصرية - الأميرة فاطمة ابنة إسماعيل سنة 1332 هجرية»، وقاربا للملاط «المونة» من الفضة كذلك، وصندوق يحتوى على النقود المصرية الذهبية والفضية، وعلى نسخة من هذا المحضر والصحف المصرية، فوضع هذا الصندوق فى حجر الزاوية، وتناول «الخديو» المحارة وأخذ بها قليلا من الملاط، ووضعها على الحجر، ثم غطى هذا الحجر برخامة محكمة وطرقها بالمطرقة، ثم ناولها إلى رشدى باشا فطرقها بها أيضا، وناولها إلى «شفيق باشا» فطرقها بها كذلك، وأنزل الحجر حينئذ إلى مكانه، ثم عاد الجناب العالى والمدعون إلى السرادق، وبعد أن سمع قصيدة من المطرب زكى عكاشة أفندى من إنشاء أمير الشعراء أحمد شوقى بك، انصرف مودعا».  









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة