تمر، اليوم، الذكرى الـ214 على وصول الحملة الإنجليزية على مصر بقيادة فريزر إلى مدينة رشيد، وذلك فى 30 مارس عام 1807م، وهى حملة عسكرية للبحرية الملكية والجيش البريطانى أثناء الحرب الأنجلو - عثمانية (1807-1809) ضمن تداعيات الحروب النابليونية للاستيلاء على الإسكندرية فى مصر بغرض تأمين قاعدة عمليات ضد الدولة العثمانية فى البحر المتوسط.
وبحسب موقع مشروع "ذاكرة مصر المعاصرة" التابع لمكتبة الإسكندرية، شنت إنجلترا حملة عسكرية على مصر بقيادة الجنرال فريزر فى مارس 1807م، وكانت إنجلترا قد اتفقت مع محمد بك الألفى أحد زعماء المماليك على أن يؤيدها وينسق التعاون معها، لإنهاء حكم محمد على باشا وإرجاع المماليك للسلطة تحت الوصاية البريطانية.
واستطاعت الحملة الاستيلاء على الإسكندرية فى مارس 1807م، لكنها لم تنجح فى الاستيلاء على رشيد نتيجة لمقاومة أهالى رشيد، فأرسل فريزر إلى المماليك يطلب منهم المساعدة لكنهم لم يستطيعوا مساعدته بعد أن تفرقت كلمتهم ومات زعيمهم محمد الألفى، فرأى فريزر أنه من العبث مواصلة القتال فتحصن بالإسكندرية، وأرسل إلى محمد على يطلب الصلح فى مقابل أن يجلو عن الإسكندرية فى تلك الأثناء كان محمد على يستعد للزحف على الإسكندرية.
ووفقا لعدد من المؤرخين، فى هذه الأثناء، بينما كان محمد على يقود حملة ضد البكوات المماليك فى صعيد مصر (هزمهم فيما بعد بالقرب من أسيوط)، سمع بوصول البريطانيين. ونظراً لخوفه الكبير من أن ينضم إليهم البكوات، خاصةً أنهم كانوا فى أقصى الشمال من موقعه، أرسل على الفور رُسلًا إلى خصومه. يعدهم بالامتثال لجميع مطالبهم إذا توجب عليهم المشاركة فى طرد الغزاة، فوافقوا على هذا المقترح وسار كلا الجيشين نحو القاهرة على ضفتى النهر.
سار محمد على بجيشه من معسكره فى إمبابة متوجها إلى الرحمانية ومنها إلى دمنهور فى 12 أغسطس عام 1807م، وهناك التقى بالجنرال شربروك الذى فوضه فريز لإبرام الصلح بين الطرفين المصرى والبريطانى.
وبعد مفاوضات قصيرة عقد الطرفان معاهدة دمنهور فى 14 سبتمبر عام 1807م والتى بمقتضاها جلت القوات البريطانية عن الإسكندرية، ثم أقلعت السفن البريطانية بما تبقى من جنود الحملة إلى صقلية، وضمت الإسكندرية إلى محمد على بفرمان سلطانى بعد أن كانت تتبع مباشرة السلطان العثمانى وحاكمها يعين من قبله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة