تمر اليوم الذكرى الـ 217 على وصول الوالى العثمانى الثالث لمصر خورشيد باشا وذلك بعد جلاء الحملة الفرنسية عنها، فى مثل هذا اليوم 26 مارس من عام 1804، والذى ولد فى القوقاز وكان والده راهبا مسيحيا، وفى شبابه أصبح من الإنكشاريين وتحول للإسلام، وكان من حرس السلطان محمود الثانى وشغل مناصب عليا مختلفة فى الدولة، قبل مجيئه لحكم مصر، حيث بدأ حاكما على الإسكندرية بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر عام 1801.
وحسب كتاب "من عجائب تاريخ مصر" لـ محمد عرموش، أن خورشيد باشا وصل إلى بولاق فى أواخر مارس سنة 1804 وهو خامس من تقلد ولاية مصر، فأولهم خسرو باشا وقد خلع، ثم طاهر باشا وقد قتل ثم أحمد باشا وقد طرد ثم على باشا الجزائرلى وقد قتل، ثم خورشيد باشا وفى عهده قامت الثورة، وعندما قامت الثورة أسقط فى يدى المماليك ورأوا أنفسهم حيال قوتين ثورة الأهالى من جهة وجنود محمد على من جهة أخرى فلم يجدوا سبيلا للنجاة سوى الفار من القاهرة.
كتب التاريخ المصرى لم تتطرق لحياة خورشيد باشا بعد عزله، لكن المراجع التركية تكشف عن توليه منصب حاكم الروملى وهى الأراضى العثمانية الواقعة فى أوروبا سنة 1808 م، وبعد ذلك بعام أرسلته تركيا إلى صربيا من أجل قمع الانتفاضة الصربية الأولى فى 5 سبتمبر سنة 1812 م.
خلال فترة إقامته بصربيا تم تعيينه فى منصب الوزير الأول، وسرعان ما تولى قيادة الجيش التركى وتمكن من صلاحيات منصبه فى استرداد بلجراد سنة 1813 م، ثم تولى حكم البوسنك ونجح كذلك فى مقاومة الثورة الصربية الثانية ضد العثمانيين، وبدأ نجم خورشيد باشا يزداد فى سماء رجال السياسة العثمانيين، حتى تم تكليفه بمقاومة عساكر على باشا والذى تمرد على الدولة العثمانية وتعاون مع اليونانيين.
خرج خورشيد من مقر إقامته فى طرابلس تاركاً خزائنه وحريمه وجعل نائبه محمد صالح قائماً بأعماله فى طرابلس مع ألف جندى ألباني، وبالتوازى مع خروج خورشيد باشا لقمع على باشا بدأت الانتفاضات الأولى لحرب الاستقلال اليونانية، ودون الرجوع للدولة العثمانية أرسل خورشيد تجريدة لقمع الانتفاضة هناك لكن خططه باءت بالفشل.
خلال قيام خورشيد بمحاولة قمع الانتفاضة اليونانية، سقطت طرابلس فى يد اليونانيين أنفسهم بخيانة على باشا عدو خورشيد اللدود وفى نفس الوقت نجح فى إفشال الاحتلال اليونانى لطرابلس وتمكن من إلقاء القبض على كل المتمردين التابعين لعلى باشا.
كان الثراء هو أحد الأسباب التى أدت إلى نهاية خورشيد، حيث تمت إدانته نتيجة لإساءة استخدام الكنز العام وتم عزله من مناصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية فى لاريسا اليونانية وقت أن كانت تابعة للدولة العثمانية، مما جعله ينهى حياته بتناول السم فى 30 نوفمبر 1822م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة