ثورات المسلمين فى الأندلس تاريخ من النضال.. ما الذى حدث فيها؟

الخميس، 25 مارس 2021 06:00 م
ثورات المسلمين فى الأندلس تاريخ من النضال.. ما الذى حدث فيها؟ صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار التاريخ الإسلامى فى الأندلس، قام المسلمون هناك بالعديد من الثورات أعظمها تلك التى قامت بعد الدولة الإسلامية، بسبب البطش والتنكيل، ونكث العهود، وخلف الوعود، ونقض العقود، فمنع الأذان من المساجد، وأخرج المسلمون من غرناطة إلى ما حولها من القرى والنواحى.
 
تمر اليوم الذكرى الـ1203، على وقوع ثورة الربض أو "وقعة الربض"، فى قرطبة إحدى حواضر الأندلس وقت حكم المسلمين، وهى ثورة قام بها أهل قرطبة، خاصة سكان ربض شقندة ضد حكم الأمير الحكم بن هشام، وكادت أن تنهى حكمه.
 
وقام المسلمون بالأندلس قبل وبعد سقوطها بالعديد من الثورات من بينها ثورة البشرات التى انهارت فى النهاية، وخبت معها آخر جذوة من العزم والنضال، ومن الثورات الإسلامية، من أشهرها:
 

وقعة الحفرة

وقعت ثورة فى عهد الأمير الحكم بن هشام الربضى بطليطلة سنة (181هـ=797م) نجح هو فى القضاء عليها، لكنه خشى من تكرار مثل هذه الثورات، فأراد أن يضع حلاً لمنع حدوثها مستقبلاً، فأعد واليه على طليطلة عمروس بن يوسف الوشقى خطة خبيثة بتوجيه من الحكم للقضاء على أهل طليطلة.
 
وبحسب كتاب "تاريخ افتتاح الأندلس" لابن القوطية، تسبب قتل الحكم بن هشام لجماعة من أعيان قرطبة كره أهلها له، وفى عام 198 هـ، دبر مجموعة من فقهاء قرطبة منهم يحيى بن يحيى الليثى وعيسى بن ديناروطالوت بن عبد الجبار المعافريل خلع الحكم بن هشام، لما راوه منه من قسوة والخروج على أحكام الدين، وبذخ وشغف باللهو والشراب، وألبوا العامة ضده من على المنابر، رأى الفقهاء فى أموى آخر يدعى محمد بن القاسم المروانى بديلًا يصلح للحكم، خشى الرجل على نفسه عاقبة فشل المؤامرة، فأبلغ الحكم الذى قبض فقبض على بعضهم وفر البعض، وكان ممن فر يحيى بن يحيى وعيسى بن دينار.
 

معركة وادي سليط

شاءت الأقدار أن يكون عهد الأمير محمد الذى خلف أباه عبد الرحمن الأوسط فى (4 من ربيع الآخر 238هـ=24 من سبتمبر 852م) بداية عصر من أشد عصور التاريخ الأندلسي خطرًا على بنى أمية وعلى دولة الإسلام في الأندلس، حيث لم تمض أيام قليلة حتى اشتعلت ثورة هائلة في طليطلة في منتصف (ربيع الآخر 238هـ= سبتمبر 852م) رفع خلالها أهلها روح التمرد والعصيان، وتمكن قادة الثورة من القبض على والي المدينة، ورفضوا إطلاق سراحه حتى أطلقت حكومة قرطبة رهائنهم المعتقلة، وكانت الحكومة المركزية قد دأبت على أخذ رهائن من وجهاء طليطلة حتى لا يعاودوا الثورة على الدولة.
 
وأمام هذه الأخطار المحدقة بالدولة لم يجد الأمير محمد بدًّا من الخروج بنفسه للقضاء على تلك الفتنة المستعرة، فسار إليها في (المحرم 240هـ= يونيو 854م) على رأس قوة كبيرة، وكانت أول حملة يقودها بنفسه بعد تبوئه الملك.
 

وقعة الربض

ووفقا لموسوعة "قصة الإسلام" وقعة الربض هى ثورة حدثت بقرطبة فى 13 رمضان 202 هـ الموافق ل 25 مارس 818م قام بها أهل قرطبة، خاصة سكان حى الربض، ضد الحكم بن هشام. وقعت ثلاث حوادث متتالية أدت لاشتعال تلك الثورة، أولها زيادة الضرائب عليهم ثم قيام الحكم بقتل عشرة من رؤوس البلد وصلبهم منكوسين ثم قيام مملوك له بقتل أحد أهل المدينة لأنه طالبه بثمن صقل سيفه فهاج أهل قرطبة عند هذه الحادثة وكان أول من هاج منهم أهل منطقة الربض وكان معظم أهلها من الفقهاء.
 
وبحسب كتاب "تاريخ افتتاح الأندلس" لابن القوطية، دبر مجموعة من فقهاء قرطبة منهم يحيى بن يحيى الليثى وعيسى بن دينار وطالوت بن عبد الجبار المعافرى لخلع الحكم بن هشام، لما راوه منه من قسوة والخروج على أحكام الدين، وبذخ وشغف باللهو والشراب، وألبوا العامة ضده من على المنابر. رأى الفقهاء فى أموى آخر يدعى محمد بن القاسم المروانى بديلاً يصلح للحكم. خشى الرجل على نفسه عاقبة فشل المؤامرة، فأبلغ الحكم الذى قبض  على بعضهم وفر البعض، وكان ممن فر يحيى بن يحيى وعيسى بن دينار. أمر الحكم بصلب اثنين وسبعين رجلاً منهم، مما أدخل البغضاء والرهبة إلى قلوب العامة.
 

ثورة البشرات 

ثورة المورسكيين (1568ـ1571) هى ثورة على تاج قشتالة قام بها مسلمو غرناطة الذين أجبروا على التنصر بعد سقوط مملكة غرناطة، لم يكن سقوط غرناطة فى سنة 897هـ= 1492م، سوى بداية النهاية فى مصير الأمة الأندلسية، وعلى الرغم من أن المسلمون عاشوا بضعة أعوام فى البداية فى نوع من السكينة والاطمئنان، إلا أنه لم تمض بضعة أعوام على تسليم غرناطة، حتى بدت رغبة السياسة القشتالية فى القضاء على البقية الباقية من الأمة الإسلامية فى الأندلس، حيث بدأت تعمل على تنصير المسلمين بالوعظ والإقناع، ولـما فشلت هذه الأساليب لجأت إلى أساليب العنف والمطاردة.
  
فى 28 أكتوبر سنة 1570م، أصدر فيليب الثانى قرارًا بنفى المسلمين من مملكة غرناطة إلى داخل البلاد، وكان مصير المنفيين مؤلـمًا جدًا، إذ هلك الكثير منهم من المشاق والمرض، وعانى الذين سلموا منهم مرارة غربة جديدة مؤلمة، وقد نص قرار النفى على وجوب وضعهم تحت الرقابة الدائمة، وتسجيلهم وتسجيل مساكنهم فى سجلات خاصة، وعين لهم حيث وجدوا مشرفًا خاصًا يتولى شئونهم، وحرم عليهم أن يغيّروا مساكنهم إلا بتصريح ملكي، وحرم عليهم يسافروا إلى غرناطة، وفرضت على المخالفين عقوبات شديدة تصل إلى الموت.
 

ثورة المدجنين

ثورة المدجنين (1264-1266)‏، هى الثورة التى قام بها المسلمون الذين آثروا البقاء فى الأندلس ومرسية وتاج قشتالة، وعاشوا فى ظل الحكم المسيحى، وكانت بلنسية مثوى لكثير من هؤلاء وتجمع فيها ما يقرب ثلاثين ألفا، ورأوا أن يقوموا بثورة لاكتساب بعض الحقوق الإنسانية، كحرية العقيدة، واستطاعوا احتلال بعض الحصون وتقدموا نحو بلنسية بعد أن كونوا جيشا، واستمروا فى التقدم، وأصيب حاكمهم (جقوم) بهم وغم أديا إلى وفاته، وجاء ابنه (بطره) الذى اتصل بالمسلمين وفاوضهم، وعقد هدنة أمان معهم، ورفع عنهم الظلم، حتى إذا تفرقوا، نقض العقود والمواثيق وضربهم، قبل أن يتجمعوا، وأسر المسلمين جميعا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة