فاز حزب رئيس الوزراء الهولندى مارك روته، بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية، بما يعنى تفويض روته بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة بقيادة حزب في في دي من يمين الوسط ، مع ولاية رابعة كرئيس للوزراء.
ووفقًا للصحف الهولندية، مثل مترو AD فإنه ورغم تداعيات وباء كورونا، إلا أن نسبة التصويت ارتفعت إلى 82.6% ، وحصد حزبه 35 مقعد من أصل 150، بينما حصد D66 من يسار الوسط الفائز الكبير الآخر في الليلة بـ 24 مقعدًا، وفاز حزب خيرت فيلدرز اليميني المتطرف بـ 17 مقعدًا ، بينما كان أداء حزبين شعبويين يمينيين جيدًا أيضًا، وكان أداء الأحزاب اليسارية ضعيفا ، كما خسر حزب CDA من يمين الوسط مقاعد.
وسر مارك روته يعود إلى ذكائه الاجتماعى، وتمتعه بموهبة بناء تحالفات غير محتملة والحفاظ عليها، حيث اشتهر برفضه ذات مرة السماح لعمال النظافة في البرلمان بالتخلص من قهوته المسكوبة والقيام بذلك بنفسه.
ولا يزال روته يعيش في نفس الجزء من لاهاي الذي نشأ فيه، ويذهب إلى العمل بسيارة قديمة ، ويجتمع في إجازة مع نفس الأصدقاء ، وهو أعزب ، ولم يكن لديه على حد علم أي شخص علاقة أبدًا ، ويقول أنه ليس لديه وقت.
وهو من اتباع الكنيسة البروتستانتية الهولندية، كما يعيش في الشقة نفسها التي أقام فيها منذ تخرجه ويقود سيارة مستعملة، وينظر له على أنه رمز للزهد.
وقد مرت عائلة مارك بأوقات عصيبة، فقد تم اعتقال والد روته في معسكر ياباني في إندونيسيا، وتوفت والدته ،و فرت الأسرة من المستعمرة السابقة وسط احتجاجات مناهضة لهولندا وبدأت مرة أخرى من الصفر في لاهاي.
و توفي شقيقه الأكبر بسبب الإيدز ، وهي مأساة قال إنها جعلته يدرك "أن لديك فرصة واحدة فقط في الحياة".
عمل في شركة Unilever قبل أن يصبح وزيراً للشؤون الاجتماعية في عام 2002 ، وزعيماً لحزب VVD في عام 2006 ، ورئيسًا للوزراء في عام 2010.
وروته معروف أوروبيا باسم «السيد لا» وخصوصا بعد عرقلته التوصل إلى اتفاق حول خطة إنعاش ضخمة للاقتصاد بعد أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19
ويقول منتقدون إنه مهتم بالسلطة أكثر من اهتمامه بالمبادئ وليس لديه صعوبة في التعامل مع اليمين المتطرف في قضايا مثل الهجرة و "القيم الهولندية" والاندماج، لكنه نادرا ما يتعارض مع آراء العديد من ناخبيه.
وقد أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، في وقت سابق، تنحيه عن منصبه على خلفية الآلية التي تعاملت بها حكومته مع فضيحة مدفوعات تخص رعاية الأطفال.
وكان تقرير برلماني في هولندا كشف في ديسمبر من العام الماضي أن 9 آلاف عائلة على الأقل، لم يتلقوا مدفوعات رعاية الأطفال واتهامهم عن طريق الخطأ بالاحتيال بين 2013 و2019 وسط تحقيقات في ذلك، قبل إجبارها على إعادة الأموال التي تلقتها على مدار عدة سنوات، في مبالغ وصلت في بعض الحالات إلى عشرات الآلاف من اليورو.
وكشف التقرير البرلماني، أن بعض هؤلاء الآباء دخلوا في ديون بعد أن اتهموا عن طريق الخطأ بالمطالبة بالاستحقاقات.
وأشار التقرير البرلماني، إلى أن السلطة الضريبية اعتمدت على التمييز العرقي، حيث كانت الجنسية المزدوجة من المعايير لتحديد المحتالين المفترضين.
وجاءت استقالة حكومة
روته قبل شهرين من الانتخابات التشريعية ،وفي خضم أزمة صحية جراء تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» في البلاد.
ولد مارك روته في الـ 14 من فبراير في مدينة لاهاي، عاصمة هولندا السياسية، وكان الابن الأصغر لوالديه، وكان والده اسحق روته يعمل تاجرا، بينما كانت والدته تعمل سكرتيرة.
تلقى مارك روته تعليمه الثانوي في مدرسة متخصصة بالمواضيع الأدبية، وكان طموحه ان يصبح عازفا للبيانو.
ولكنه لم يحقق طموحه، بل التحق بجامعة ليدن حيث حصل على شهادة ماجستير في عام 1992. وشغل اثناء دراسته الجامعية مقعدا في قيادة التنظيم الشبابي لحزب الشعب للحرية والديمقراطية، وترأس التنظيم من عام 1988 الى عام 1991.
دخل روته عالم التجارة عقب تخرجه، ولكنه لم يهمل توجهاته السياسية، إذ شغل بين عامي 1993 و1997 مقعدا في القيادة الوطنية لحزب الشعب للحرية والديمقراطية، وفاز بمقعد في البرلمان في انتخابات 2003.
انتخب الحزب روته زعيما له في عام 2006، وفي الانتخابات التي اجريت في عام 2010 تمكن روته من قيادة الحزب الى نصر كبير إذ حصل على 31 مقعدا في مجلس النواب واصبح أكبر الاحزاب في البرلمان.
وبعد مفاوضات سياسية مضنية، كلفته الملكة بياتريكس بتشكيل حكومة ائتلافية يشارك فيها كل من حزب الشعب للحرية والديمقراطية وحزب الديمقراطيين المسيحيين وحزب الحرية اليميني المتطرف الذي يتزعمه خيرت فيلدرز.
وكان روته أول رئيس حكومة في هولندا منذ عام 1918 لا ينتمي للحزبين الديمقراطي المسيحي او الاشتراكي.
وفاز روته وحزبه ايضا في الانتخابات التي جرت عام 2012، وزاد من حصته من المقاعد الى 41.
وأخيرا، فاز حزب روته في الانتخابات التي اجريت في 15 مارس 2017، ويعزي كثيرون فوزه على اليميني الشعبوي فيلدرز اولا الى تبنيه خطاب الاخير حول الهجرة والمهاجرين دون ان يخوض في موضوع معاداة الاسلام والمسلمين، وثانيا الى المواجهة الدبلوماسية التي وقعت بينه وبين الحكومة التركية والرئيس رجب طيب اردوغان تحديدا عقب منع وزيرين تركيين من زيارة هولندا للمشاركة في تجمعات سياسية لابداء التأييد لمشروع اردوغان حول تعديل الدستور التركي وتحويل البلاد الى النظام الرئاسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة