استقبل الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور إبراهيم كابا، وزير الخارجية الغينى وبونتورابى ياتارا وزيرة الطاقة والمياه بغينيا والوفد المرافق لهما، لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون بين البلدين فى مجال الكهرباء والطاقة المتجددة.
وأشاد الدكتور محمد شاكر فى بيان له اليوم، بالعلاقات المصرية الغينية المتميزة، وتم خلال اللقاء استعراض إمكانيات قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى، مشيرا إلى التحديات التى واجهها القطاع خلال الفترة الماضية والمجهودات الكبيرة والاجراءات التى اتخذها فى مجال تأمين التغذية الكهربية لسد الفجوة بين انتاج الكهرباء والطلب عليها وحل أزمة الكهرباء التى عانت منها مصر خلال الفترات الماضية وتحويل العجز فى الطاقة إلى فائض، وقد تم إضافة حوالى 3636 ميجاوات كخطة عاجلة من خلال مشاركة شركاء محليين مع الشريك الأجنبي في تنفيذ هذه الخطة مما ساعد على تأهيل شركات مصرية للعمل في مثل هذه المشروعات وإتاحة الفرصة لها للعمل بالخارج، وتدريب العمالة المصرية على تنفيذ مثل هذه المشروعات، كما تم مراجعة كفاءة محطات توليد الكهرباء التقليدية ، وكان لمشاركة الشركات الوطنية أكبر الأثر في تنفيذ هذه المشروعات.
وأشار الوزير إلى نجاح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري فى تنفيذ ثلاث محطات عملاقة لتوليد الكهرباء بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية وشركائها المحليين فى كل من بنى سويف، والبرلس، والعاصمة الإدارية الجديدة لإضافة 14400 ميجاوات، مؤكدا أن قطاع الكهرباء يعمل حاليًا على تحسين وتطوير شبكتى النقل والتوزيع ، بما في ذلك محطات المحولات ذات الجهد الفائق ومراكز التحكم، بالإضافة إلى الشبكات الذكية لتعزيز وتقوية الشبكة الكهربائية القومية من أجل استيعاب القدرات الجديدة المضافة من الطاقة المتجددة، والحد من الفقد الكهربائى فى الشبكة وتعزيز الربط الكهربائي مع الدول المجاورة.
وأضاف شاكر، أنه فى الوقت نفسه يعمل قطاع الكهرباء المصرى على تدعيم وتطوير شبكات نقل وتوزيع الكهرباء لاستيعاب القدرات الكبيرة التى يتم إضافتها من المصادر الجديدة والمتجددة والاستفادة منها، وفى سبيل ذلك تم تنفيذ العديد من المشروعات في مجال الخطوط الهوائية ومحطات المحولات على الجهود الفائقة والعالية على مستوى الجمهورية في الفترة من 2014 تنتهي خلال العام الحالي حيث تم زيادة أطوال الشبكات جهد 500 ك.ف ما يقرب من 1,5 ضعف ما كانت عليه عام 2014، كما تم زيادة سعات محطات المحولات جهد 500 ك.ف زيادة قدرها 4 أضعاف عن وضع الشبكة عام 2014 على ذات الجهد، بالإضافة إلى ما تم إضافته من أطوال خطوط وسعات محطات محولات على باقى الجهود سواء أكان إنشاء مشروعات جديدة أو توسيع مشروعات قائمة.
ولفت خلال الاجتماع إلى الأهمية التى يوليها القطاع لمشروعات الربط الكهربائى، حيث إن مصر تشارك بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية حيث ترتبط مصر كهربائياً مع دول الجوار شرقاً وغرباً مع كل من الأردن وليبيا وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من الربط مع السودان.
كما يتم حالياً المضي قدماً في استكمال مشروع الربط الكهربائي المشترك بين مصر والسعودية كما يتم دراسة الربط الكهربائى جنوباً في اتجاه القارة الإفريقية للاستفادة من الإمكانيات الهائلة للطاقة المائية في أفريقيا، وأكد على الإهتمام الذى يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لمشروعات الربط الكهربائى حتى تصبح مصر مركز إقليمى لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية والأفريقية.
وأشار إلى أن مصر تتمتع بثراء واضح فى مصادر الطاقات المتجددة والتي تشمل بشكل أساسى طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتصل القدرات الكهربائية التي يمكن إنتاجها من هذه المصادر إلى حوالى 90 جيجاوات، مشيرا إلى العديد من الإجراءات التى اتخذتها مصر لتعزيز الاستفادة من الإمكانيات الهائلة من الطاقات المتجددة التى تمتلكها مصر وذلك من خلال تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال إنشاء وتملك وتشغيل محطات إنتاج وبيع الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ومع نهاية عام 2019 استطاعت الطاقة المتجددة في مصر وبنجاح ترسيخ مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ مشروعاتها، واكتمل إنشاء وتشغيل مجمع بنبان للطاقة الشمسية الذى يضم 32 محطة شمسية بإجمالي قدرات 1465 ميجاوات من الطاقة الكهربائية، لتعظيم الاستفادة من إمكانيات مصر من الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية والذى له أثر بالغ في تطوير البنية التحتية و دعم الشبكة القومية الموحدة للكهرباء، وقد حاز المشروع على جائزتين عالميتين: جائزة Global Award لعام 2017 وجائزة البنك الدولي عام 2019، وباستثمار أجنبى مباشر بلغ نحو 2.0 مليار دولار أمريكي.
وبلغ إجمالى القدرات المركبة التى تم إنتاجها من محطات الطاقة المتجددة في مصر حوالى 5878 ميجاوات، بالإضافة إلى قدرات إضافية سيتم الانتهاء منها بنهاية 2021، لتصبح إجمالى نسبة المشاركة من الطاقات المتجددة حوالى 20% من الحمل الأقصى، والتى كان من المستهدف الوصول لها بنهاية عام 2022.
وأبدى الدكتور شاكر استعداد القطاع لتقديم الدعم الفني لدولة غينيا على وجه الخصوص وللدول الأفريقة بصفة عامة، وكذلك تلبية احتياجات الجانب الغينى وفقاً لمتطلبات قطاع الكهرباء على أرض بلاده ، مؤكداً على دعم الحكومة المصرية لدولة غينيا فى جميع المجالات ومنها مجال الكهرباء، وأن كافة إمكانيات قطاع الكهرباء المصرى متاحة لخدمة قطاع الكهرباء فى غينيا.
وأوضح أن اللقاء تناول بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين فى مجال الطاقات المتجددة سواء كان شمسى أو رياح ، وفى مجال التدريب وتنظيم برامج إدارية وفنية ونقل الخبرات بين الجانبين، موضحاً انه منذ بداية عام 2003 و حتي الآن قامت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بتدريب عدد 8278 متدربا من الدول الأفريقية في كافة مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة .
كما تناول اللقاء أيضاً تشجيع القطاع الخاص المصري للاستثمار وتنفيذ المشروعات الكهربائية على أرض غينيا.
وأشاد الجانب الغينى بعمق العلاقات المصرية الغينية منذ قديم الأزل ، معرباً عن رغبة بلاده بدعم وتعزيز هذه العلاقات وتقويتها، كما أشاد بما يمتلكه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى من خبرات كبیرة فى كافة المجالات، وقام الوفد الغينى بالتعرف على إمكانيات التصنيع المحلى المصرى من خلال عدد من الزيارات الميدانية التى يقوم بها خلال زيارته لمصر لمصانع التصنيع المحلي لمهمات الكهرباء والطاقة المتجددة ،كما ستضمن الزيارة أيضاً لبعض المعالم السياحية والثقافية على أرض مصر .
وأعرب الوفد الغينى عن رغبة بلاده فى الاستفادة من خبرات قطاع الكهرباء والطاقة المصرى، مقدماً الشكر على مساندة جمهورية مصر العربية لأشقائها الأفارقة بوجه عام وغينيا بوجه خاص وإيفاد الخبراء المصريين للتعرف على إحتياجات الجانب الغينى.
وأوضح الوفد، أنه تم اتخاذ العديد من الخطوات للإصلاح وتحسين الأوضاع وتوفير الكهرباء للشعب الغينى من خلال إستغلال القدرات المائية الهائلة التى تتمتع بها بلادهم.
وفى نهاية اللقاء.. أعرب شاكر عن استعداد مصر التام لتقديم كافة المساعدات الفنية لدعم غينيا الشقيقة، وتوفير بيئة جاذبة لاستثمارات الطاقة المتجددة والعمل على تطويرها، من أجل أن تسرّع مصر و الدول الشقيقة من القارة السمراء من خطاها نحو التحول إلى التكنولوجيات الحديثة للطاقات المتجددة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة