دانت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى بورما "بشدة" ما وصفته بأنه "حمام دم" في البلاد بعد مقتل 18 شخصا في مظاهرات ضد الانقلاب العسكري.
وجاء في بيان للمبعوثة الأممية كريستين شرانر بورغنر أن "المجتمع الدولي وخصوصا اللاعبين الإقليميين يجب أن يرصوا الصفوف في التضامن مع الشعب البورمي وتطلّعاته الديمقراطية".
وأشارت المبعوثة الأممية أنها تبلّغت "شخصيا من جانب أطراف هي على تواصل معهم في بورما بروايات مقلقة حول عمليات قتل وأعمال عنف ضد المتظاهرين وتعذيب للسجناء في نهاية الأسبوع".
وتابعت "يتحدى العسكريون الدعوات الدولية لضبط النفس"، معتبرة أن هذه "الأعمال الوحشية (...) تقوّض بشكل كبير كل فرص تحقيق السلام والاستقرار" في البلاد.
وأكدت شرانر بورغنر أنها "على تواصل وثيق" مع القادة الإقليميين وأعضاء مجلس الأمن الدولي وأنها "تعوّل على دعمهم المستمر لجهودها الرامية إلى تهدئة الأوضاع".
والأربعاء دان مجلس الأمن الدولي "بشدة" أعمال العنف ضد المتظاهرين البورميين في إعلان تم تبنيه بالإجماع، أي بموافقة كل الدول الأعضاء بما فيها الصين وروسيا، الحليفتان التقليديتان للجيش البورمي.
وليل الأحد أفاد الإعلام الرسمي بفرض الأحكام العرفية في بلدتي هلاينغ ثاريار وشويبيثا. وتعد البلدتان مركزين صناعيين وتتركز فيهما كبرى مصانع الألبسة.
وقال مذيع في قناة حكومية إن المجلس العسكري "يمنح سلطة الأحكام العرفية الإدارية والقضائية للقائد الإقليمي في رانغون لممارستها (في بلدتي هلاينغ ثاريار وشويبيثا) ... للاضطلاع بالأمن والحفاظ على سيادة القانون والهدوء بشكل أكثر فعالية".
وتشن قوات الأمن التابعة للمجموعة العسكرية خلال الأسابيع الأخيرة حملة قمع شبه يومية ضد المحتجين باستخدام الغاز المسيّل للدموع والأعيرة المطاطية والرصاص.
والأحد، فتحت قوات الأمن النيران على المحتجين في هلاينغ ثاريار، كبرى بلدات رانغون، فيما اشتبك متظاهرون مسلحين بعصي وسكاكين معهم بينما كان آخرون ينقلون الجرحى بعيدا عن موقع المواجهات في سيارات.
وتمكّن متظاهرون استخدموا أجزاء من مستوعبات النفايات دروعا لهم من نقل المصابين، لكن طبيبة كشفت أنه تعذّر إنقاذ الجميع.
وقالت الطبيبة لوكالة الأنباء الفرنسية "يمكنني تأكيد مقتل 15 شخصا"، مضيفة أنها عالجت نحو خمسين جريحا ورجحت ارتفاع الحصيلة.
ويرجّح مركز مراقبة تابع لجمعية مساعدة السجناء السياسيين يتولى التثّبت من التوقيفات والوفيات منذ الانقلاب، أن تكون حصيلة الضحايا أعلى.
وعلى مدار اليوم، سمع صوت إطلاق الرصاص باستمرار فيما شوهدت آليات عسكرية تسير في الشوارع.
وأصدرت السفارة البريطانية في رانغون بيانا وصفت فيه استخدام القوة "ضد أشخاص أبرياء" بأنه "مروع".
وجاء في البيان الذي وقّعه السفير دان تشاغي ان بريطانيا تدعو إلى "وقف العنف فورا" وإعادة السلطة إلى الحكومة المدنية المنتخبة.
وكان الجيش قد أطاح في الأول من فبراير الحكومة المدنية برئاسة زعيمة حزب "الرابطة الوطنية" أونغ سان سو تشي الحائزة نوبل السلام العام 1991، والموضوعة قيد الإقامة الجبرية، وفق رابطة مساعدة السجناء السياسيين.
ومذّاك تشهد البلاد احتجاجات يومية للمطالبة بعودة الديموقراطية وإطلاق سراحها.
وتعمد قوات الأمن إلى قمع المظاهرات بعنف، ما أوقع بحسب مركز محلي لإحصاء الضحايا، أكثر من 80 قتيلا.
جثمان متظاهر
عنف شرطة ميانمار
مظاهرات ميانمار
نقل المصابين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة