"باتا" أو "أحذية باتا"، أنا وجيلي وقبلنا أجيال عديدة، كانت تحرص أسرها في الأرياف على التوجه لأفرع هذه الشركة لشراء "الأحذية" قبل موسم المدارس والمناسبات، لعدة أسباب، أبرزها "انخفاض سعرها" و"جودة منتجاتها".
منتجات هذه الشركة الوطنية، التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، شاركت أجيال كثيرة جزء من طفولتهم، من خلال اقتناء منتجاتها باستمرار، خاصة "الكوتشي الرياضي" المميز، الذي كانت تصنعه الشركة وتعرضه بأسعار مخفضة في الأرياف.
هذه الشركة الوطنية، أو "شركة الغلابة" كما كنا نطلق عليها في الأرياف، لدعمها للبسطاء، وحرصها المستمر على توفير المنتجات لهم بأسعار تناسبهم، تستحق الدعم من الجهات المعنية، وإعادة النظر إليها مرة أخرى، وتطوير أجهزتها ومعداتها، والعمل على الترويج لمنتجاتها بشكل عصري ومتطور.
"باتا" التي تمتد جذروها لعشرات السنوات تستحق أن يطولها يد التطوير، فقد تأسست شركة "باتا للأحذية" عام 1894 في قرية زلين فى جنوب جمهورية التشيك، من قبل الأخوة توماس وأنطونين وآنا باتا، وهي العائلة التي تعمل في صناعة الأحذية لأكثر من 3 قرون، وعرفت الشركة بصناعة الأحذية رخيصة الثمن بجودة عالية، وتحديدا الأحذية المصنوعة من القماش وأحذية العمال.
مصر كان لها نصيب من هذه الشركة التي افتتحت أولى فروعها في مصر مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، وحققت انتشارا واسعا بين مختلف فئات المجتمع المصري، نظرا لجودة الاحذية على اختلاف انواعها من أحذية رجالى وحريمي وأحذية الأطفال، بجانب الحذاء الرياضي الأبيض الذى اشتهرت به الشركة، كما عرفت الشركة بوضع "لبيسة" مع كل حذاء يتم بيعه، وهو ما ساهم في زيادة مبيعات الشركة، وتم انشاء مصنع للشركة في القاهرة بشارع عماد الدين، بجانب عدد من الفروع بمختلف المحافظات.
واستمر النجاح المنقطع النظير للشركة حتى تأميمها عام 1961، حيث تم ضم الشركة بنفس الاسم التجاري "باتا"، رغم فصلها التام عن الشركة الأم، إلى الشركة القابضة للصناعات الكيماوية.
تعرضت "باتا" في بعض السنوات لأزمات وخسائر تسببت في تدهور وضعها إلى حد تصفية عدة فروع، لكنها عادت في بعض السنوات للتطوير، لا سيما بعدما أعلنت الشركة في سبتمبر الماضي عن تطوير وافتتاح 6 أفرع جديدة بتكلفة تصل نحو 5.3 مليون جنيه في إطار التطوير الشامل للفروع، لتنشيط مبيعات الشركة وتتواجد منتجها في كافة أنحاء الجمهورية.
أتمنى وصول أيادي التطوير لهذه الشركة الوطنية، من خلال دعمها والعمل على تطوير منتجاتها بشكل يتناسب مع هذه المرحلة، حتى يعود لها الريادة مرة أخرى في هذه الصناعة الهامة، وتساهم في تخفيف الأعباء عن كاهل البسطاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة