بين الفنان والصحافة علاقة لابد منها، فلا يستطيع أحدهما البعد عن الآخر، وجزء كبير من نجاح الفنان فى طريقة تعامله مع الصحافة والنقد، وأيضا فى ذكائه وتعاملاته مع الصحفيين، وفى إدارة ملفه الإعلامى بشكل عام، وما فعلته الفنانة عارفة عبد الرسول من إغلاق الهاتف فى وجه صحفية وقولها لها: "يا دمك يا شيخة"، ثم أغلقت فى وجهها السكة، لا يحمل أى ذكاء والأمر الأكثر غرابة وغباءً هو ما فعلته بعد المكالمة من كونها كتبت وحكت الواقعة عبر السوشيال ميديا، وتفاخرت بما فعلت وكأنها تفضح الصحفية أو ترهب أى صحفى آخر يحاول الاتصال بها، وهذا الفعل فتح عليها النيران ونالها هجوما كبيرا من كل الجماعة الصحفية.
عارفة عبد الرسول لا تعلم أن السيدة فاتن حمامة كانت ترد على هاتفها، وكان يتصل بها الكثير والكثير من الصحفيين ولها مطلق الحرية فى التعامل مع بعضهم أو الاعتذار له بلباقة وشياكة سيدة الشاشة، والنجم الكبيرالزعيم عادل إمام يرد على هاتفه ويستقبل مكالمات كبار وصغار الصحفيين ويصرح للبعض ويعتذر للبعض وله مطلق الحرية فى ذلك، ولم يغلق مطلقا الهاتف فى وجه أحد، وحتى الفنانة نادية الجندى حكى لى بعض زملائى أنها كانت عندما لا تريد أن تتحدث مع الصحافة قبل الهواتف المحمولة وعندما كان التواصل بهاتف المنزل فقط كانت تجسد شخصية الخادمة عندما ترد على هاتفها وتعتذر لهم بلباقة وذكاء وتقول لهم: "الأستاذة نادية الجندى مشغولة حاليا ولما تخلص تصوير هتتواصل معاكم"، هكذا هم الكبار، وهكذا هو الذكاء الذى لابد أن يكون جزءاً أصيلاً من تعامل الفنان مع الإعلام.
لا أنكر أن مواقف كثيرة حدثت من قبل مع الكثير من الفنانين جعلتهم يبتعدون عن الصحافة ولا يتعاملون معها وكان منهم النجم الكبير محمود مرسى الذى كره التعامل مع الصحافة بسبب صحفى نقل تصريحات له بطريقة خاطئة أضرته على المستوى الفنى والإنسانى، وهناك فنان مثل عبد العزيز مخيون يسجل أى حوار يجريه معه صحفى مثلما يسجل الصحفى ليكون لديه مستند على ما قاله فى الحوار ولا يحرف أحد تصريحاته، وهذا حقه لأنه مؤكد تعرض لواقعة جعلته يفقد الثقة.
جزء كبير من نجاح عبدالحليم حافظ وتربعه على القمة كان فى حسن علاقته بالصحفيين وتودده إليهم، وقال لى من قبل الكاتب الساخر فؤاد معوض الشهير بـ"فرفور" إن عبد الحليم حافظ كان يعمل ألف حساب لأى صحفى أو ناقد ولا يستطيع تجاهل أى صحفى يحاول الوصول إليه أو الاتصال به، وأن أحد الصحفيين ذات مرة كتب عن عبدالحليم معلومات خاطئة بمجلة الكواكب وعندما استيقظ عبدالحليم من نومه توجه للمؤسسة الصحفية وذهب لرئيس التحرير واستدعى الصحفى ليصحح له المعلومة، وكان العندليب عندما يرن تليفون بيته ينبه على من يرد لو كان المتصل صحفى اعطنى السماعة لأحدثه بنفسى.
حياة الفنان ليست مشاع ومؤكد لها خصوصيتها، وهى ليست متاحة فى كل وقت وعلى الصحفى أن يمتلك " السينس " فى التواصل مع الفنان وأن يختار التوقيت المناسب وعلى الفنان أن يحترم الصحفى ويتعامل معه بشياكة ولباقة وأن يجمع بين الطرفين الثقة، حتى ان بعض الصحفيين يتحولون مؤتمنين على الاسرار حين يفصح لهم الفنانون عن أخبارهم الخاصة التى لا تنشر عادة على صفحات المجلات والمواقع الالكترونية والصحف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة