ما الذى نعرفه عن السيدة صفية بنت حيي، زوجة النبى محمد، عليه الصلاة والسلام، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى قصتها؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "ذكر قصة صفية بنت حيى النضرية"
كان من شأنها أنه لما أجلى رسول الله ﷺ يهود بنى النضير من المدينة، فذهب عامتهم إلى خيبر، وفيهم حيى بن أخطب، وبنو أبى الحقيق، وكانوا ذوى أموال وشرف فى قومهم، وكانت صفية إذ ذاك طفلة دون البلوغ.
ثم لما تأهلت للتزويج تزوجها بعض بنى عمها، فلما زفت إليه وأدخلت إليه بنى بها، ومضى على ذلك ليالى، رأت فى منامها كأن قمر السماء قد سقط فى حجرها، فقصت رؤياها على ابن عمها فلطم وجهها وقال: أتتمنين ملك يثرب أن يصير بعلك، فما كان إلا مجىء رسول الله ﷺ وحصاره إياهم، فكانت صفية فى جملة السبى، وكان زوجها فى جملة القتلى.
ولما اصطفاها رسول الله ﷺ، وصارت فى حوزه وملكه، وبنى بها بعد استبرائها وحلها، وجد أثر تلك اللطمة فى خدها، فسألها ما شأنها، فذكرت له ما كانت رأت من تلك الرؤيا الصالحة رضى الله عنها وأرضاها.
قال البخارى: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: صلى النبى ﷺ الصبح قريبا من خيبر بغلس، ثم قال: "الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين".
فخرجوا يسعون فى السكك، فقتل النبى ﷺ المقاتلة، وسبى الذرية، وكان فى السبى صفية، فصارت إلى دحية الكلبى، ثم صارت إلى النبى ﷺ، فجعل عتقها صداقها.
ورواه مسلم أيضا من حديث حماد بن زيد، وله طرق عن أنس.
وقال البخاري: حدثنا آدم، عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سبى النبى ﷺ صفية فأعتقها وتزوجها.
قال ثابت لأنس: ما أصدقها؟
قال: أصدقها نفسها فأعتقها.
وقال البخاري: حدثنا عبد الغفار بن داود، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، وحدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا ابن وهب، أخبرنى يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن عمرو مولى المطلب، عن أنس بن مالك قال:
قدمنا خيبر فلما فتح ﷺ الحصن، ذُكر له جمال صفية بنت حيى بن أخطب، وقد قتل زوجها وكانت عروسا، فاصطفاها النبى ﷺ لنفسه، فخرج بها حتى بلغ بها سُدَّ الصهباء حلت، فبنى بها رسول الله ﷺ، ثم صنع حيسا فى نطع صغير، ثم قال لي: «آذن من حولك» فكانت تلك وليمته على صفية.
ثم خرجنا إلى المدينة فرأيت النبى ﷺ يحوى لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب.
تفرد به دون مسلم.
وقال البخاري: حدثنا سعيد بن أبى مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبى كثير، أخبرنى حميد أنه سمع أنسا يقول: أقام رسول الله ﷺ بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يُبنى عليه بصفية، فدعوت المسلمين إلى وليمته، وما كان فيها من خبز ولحم، وما كان فيها إلا أن أمر بلالا بالأنطاع فبسطت، فألقى عليها التمر والأقط والسمن، فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين أوما ملكت يمينه؟
فقالوا: إن حجبها فهى إحدى أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهى مما ملكت يمينه، فلما ارتحل وطأ لها خلفه، ومد الحجاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة