"عطا رضوان" ابن مدينة العريش بشمال سيناء، تحدى آلامه واستطاع اقتناص لقب أشهر صانع ومنتج للمش العرايشى والمخللات، التى يعده فى منزله بمساعدة أسرته، ويسوقه فى محل بقالة صغير بمنطقة الموقف المدينة، رافعا شعار "اللى معاه واللى مامعهوش ياخد مش".
حكاية "العم عطا رضوان"، مع صناعة المش العرايشى المغلف، ونجوميته فى إبهار من يتذوق ما يقوم بصناعته للعودة له، رواها لـ"اليوم السابع" من دكانه الصغير بشارع مسلم عروج بمنطقة الموقف القديم وسط مدينة العريش، قائلا إنه لا مهنة له غير "صناعة المش العرايشى"، وأن المش فى مدينة العريش وكل مناطق سيناء هو طبق أساسى فى كل مائدة طوال اليوم حتى أنه يعد أكلة تراثية تتوارث الأجيال فن تطويرها وتناولها .
وأضاف عطا، أنه يقوم بهذا الدور منذ 20 عاما، وكانت البداية بالصدفة البحتة عندما تناول عند شقيقته طبق "مش" أسره مذاقه، وقرر أن يقوم بصناعته على طريقته، ونجح فى هذا حتى قرر أن يبيع جانب منه فى دكانه الصغير، ولاقى قبولا لم يتخيله، وهذا دفعه لإنتاج المزيد وتباعا أدخل تطوير عليه وأصبح ينتجه من 4 أنواع رئيسية .
وتابع صانع المش، إن أهم أنواع المش التى ينتجها من المش العرايشى، هو "المش بالفلفل"، ويعد بخلطة من الفلفل البلدى الحار، و"المش بالعجر" وهى شرائح ثمر البطيخ فى بداية نموه، و"المش بالليمون"، و"المش بخلطات منوعة من المخللات ".
وأشار عطا، إلى أنه يدخل فى صناعة المش خلطات من الرايب والزبادى والملح، ويعتمد فى الحصول على مصدره من اللبن من حليب البقر الطازج من المربين، ويقوم بتمريره بمراحل إعداده حتى يكون رايب لمدة 3 أيام، ثم يدخل عليه عناصر التخليل ويضع بصمته ولمسته الخاصة به، ليخرج بمذاق يجد قبولا عند كل من يحصل عليه، حتى أن كثيرين يكررون عودتهم ويطلبون المزيد.
وواصل عطا، قائلا أنه يعرض منتجه لزبائنه فى صناديق زجاجية معقمة، ومنها يخرج عبوات بلاستيكية أو أكياس حتى لايتحمل الزبون ثمن العبوات لتكلفتها، لافتا إلى أن كل من يحضر للمحل ويعجبه المش لابد أن يأخذ منه، ولا يجد أى غضاضة فى توزيعه مجانا لمن ظروفهم لا تمكنهم من الشراء، حيث يعتبر أن ما ينتجه هو صدقه دائمة على صحته وأسرته.
وأردف، "قليل من الرزق يجلب الكثير"، كاشفا أنه مر بتجربة عندما تم نقل منتجه البسيط من العريش ليصل لبعض نواب برلمان سابقين بعد أن اشترى منه أحدهم برطمان مش وأهداه لزميل له فى القاهرة، ولاقى قبولا، ويحضرون له ويشترون منه المنتج كهدايا.
وأوضح صانع المش، أن مجهوده يتوزع ما بين وقت للتصنيع فى بيته والجلوس فى دكانه الذى هو مصدر رزقه، حيث إنه بلا وظيفه، ويعول 3 أبناء أكبرهم طالبة جامعية، ويتغلب على آلام كثيرة أصيب به نتيجة مجهوده فى مهنته، وهى "آلام الغضروف".
وكشف عطا، أن أسعد لحظات يعيشها عندما يجد ردود أفعال على منتجه، وتابع قائلا " الناس بتحب الحاجة المالحة مثل الحلوة ولها عندهم مكان وأهمية "، وتابع حديثه أن كل ما ينتجه يبيعه فى دكانه، ولم تتاح له فرصة أن يعرض إنتاجه فى أى معرض داخل المحافظة أو خارجها، ويتمنى أن يتمكن من عرض هذا المنتج فى القاهرة ويذوق كل الناس فى مصر من يديه طعم المش العرايشى .
وتابع الحديث نجله أحمد، الطالب بالصف الثالث الإعدادى بقوله، أنه يساعد والده فى صناعة المش بتقطيع المخللات من الفلفل والعجر وغيرها، وأنه يراقب عن كثب ليتعلم سر الصنعة .
فيما أشار محمد خليل، مهندس علوم زراعية وبيئية من أبناء المنطقة التى يقيم فيها ويبع منتجه "العم عطا"، أنه بالنسبة لهم فى المنطقة من الشخصيات المحببة، ونشأوا من صغرهم على تناول المش العرايشى من يديه، لافتا إلى أن له أسلوب خاص فى التعامل مع زبائنه، حيث أنه يخصص جانب كبير من منتجه لتوزيعه مجانا على من لايملك من البسطاء ومن يحضر لشراء برطمان مش يفاجئ به يعطيه هدية طبق مخلل، متبعا أسلوب البائع القديم التقليدى فى الإنتاج والتسويق والبساطة .
بينما قال المهندس خالد الحجاوى، أحد من تصادف حضورهم بحثا عن المش العرايشى لشرائه، أنهم يفاجئون بما يقدمه العم عطا لزبائنه حيث أنه بمبلغ 10 جنيهات تحصل على برطمان مش ومجموعة مخللات وغيرها، وأن برطمان المش يأخذ منه قليل ليصبح وجبة، وهو يكفى الأسرة مدة قد تزيد عن شهر، ويعتبر فى العريش من أهم الأطباق، وأنهم يعتبرون وجود صانع المش بالطريقة التقليدية القديمة التى كان عليها الأجداد فى العريش كنز، ومهما بعدت المسافات يحضرون للتزود منه بحاجياتهم .
اثناء التجهيز
المش العرايشى الشهير
دقة الصناعة
صانع المش العرايشى مع محرر اليوم السابع
مش-بالفلفل
منتج-المش-بالعجر-وهى-شرائح-البطيخ-اول-نموه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة