فى ظل الأزمة السياسية الكبيرة التى تعيشها تونس جراء الخلاف السياسى بين قيس سعيد رئيس الدولة من جانب ورئيس الحكومة ومن خلفة "النهضة" من جانب آخر،انتفض الصحفيون والإعلاميون على وقع الاعتداءات التي طالت عددا منهم خلال المسيرة التي دعت لها حركة النهضة في تونس،أمس السبت، حيث خرجت مسيرتان الأولى شارك فيها أنصار حركة "النهضة" ورفعتا شعار "الدفاع عن الشرعية والبرلمان"، فيما انطلقت مظاهرة أخرى مضادة دعا إليها حزب "العمال" اليساري و"اتحاد القوى الشبابية" تنديدا بما وصف "عبث المنظومة القائمة" خلال السنوات العشر الأخيرة ومسؤوليتها عن الأزمات المختلفة في البلاد.
ودانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، تصرفات حركة النهضة ضد الصحفيين ،وأكدت في بيان، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، أن صمت قيادات النهضة على هذه الاعتداءات هو موافقة ضمنية وسعي منها نحو تركيع الإعلام من خلال الترهيب والعنف والتدخل في عمل الصحفيين ومحاولة مصادرة حرية العمل الصحفي.
مسيرة حزب العمال
وأعلنت نقابة الصحفيين فى تونس أنها قررت ملاحقة المعتدين وعلى رأسهم لجنة تنظيم مسيرة النهضة التي مارست "مهام الميليشيات" وخالفت القوانين التي تضمن حرية العمل الصحفي.
جاء ذلك، بعد أن تجمّع أنصار النهضة وسط العاصمة تونس، أمس، لاستعراض قوتها أمام خصومها السياسيين والرد على الرئيس قيس سعيد ودعوات حل البرلمان، وسط مخاوف من انزلاق البلاد نحو الفوضى والعنف.
ووسط انتشار أمني مكثّف، احتشد متظاهرو النهضة الذين توافدوا من عدة محافظات عبر حافلات وشاحنات وفرّها حزبهم، في ساحة حقوق الإنسان وسط العاصمة تونس، ثم تحركوا نحو شارع الحبيب بورقيبة، ورفعوا شعارات مؤيدة للحركة.
فيما تزامنت تلك المظاهرات مع مسيرات لحزب العمال تنديدا بما سموه عبث المنظومة الحاكمة بمصالح البلاد وشعبها.
"إفلاس سياسى"
ومن جانبه وصف الرئيس التونسي قيس سعيد، السبت، ما يحدث في البلاد اليوم من تظاهرات لحركة النهضة بـ"مظاهر إفلاس سياسي"، مؤكدًا أنه لا يتحرك إلا وفق مصالح الشعب فقط.
وقالت الرئاسة التونسية، إن الرئيس قيس سعيد أكد أنه سيواصل تحمل الأمانة والبقاء على العهد والعمل بنفس العزم والقوة والإرادة انطلاقا من نفس الثوابت التي تقوم على الصدق
كما أكد سعيد أنه "لا يتحرك وفق حسابات البعض أو ترتيباتهم بل وفق المبادئ التي عاهد عليها الشعب التونسي"، وأضاف سعيد: "لن نقبل بأي مقايضة في حق الشعب التونسي أو تتعلق بسيادة تونس".
و شدد الرئيس التونسي على أن "لتونس من الإمكانيات الكثير، يكفي أن تتوفر الإرادة الصادقة في تحقيق حلم الشعب التونسي في الشغل والحرية والكرامة الوطنية".
من جهته، وصف القيادي السابق في النهضة لطفي زيتون، نزول أنصار الحركة إلى الشارع بالخطأ الكبير، لأنه سيؤدي إلى انقسام أكبر.
حزب العمال بقيادة حمّة الهمامي، اعتبر من جهته، حركة النهضة مسؤولة عن تأزم الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.
من جهتها، وفي هذا الجو المشحون، أغلقت وزارة الداخلية مداخل الشوارع الرئيسية خوفا من مواجهات بين المتظاهرين من الجانبين، فيما وصف الاتحاد التونسي للشغل التظاهرات التي دعت إليها حركة النهضة بأنها "استعراض عضلات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة