حالة من الانقسام الدولى بشأن الضربة الأمريكية التى وجهتها إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى سوريا مستهدفة جماعات موالية لإيران، فما بين مرحب بتلك الضربة، ومن يرفضها ويراها تدخلا فى السيادة السورية.
فى البداية أعلن وزير الخارجية البريطانى دومينيك راب تأييد بريطانيا للضربات الجوية الأمريكية فى سوريا، وقال وزير الخارجية البريطانية: ندرك التهديد الذى تمثله الميليشيات ونشارك الولايات المتحدة الأمريكية موقفها.
فى المقابل أوضح وزير الخارجية الروسى، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تبلغ روسيا بخطتها شن غارات جديدة على شرق سوريا إلا قبل دقائق معدودة من تنفيذ الهجوم، لافتا إلى أن العسكريين الروس تلقوا إخطارا من الجانب الأمريكى بشأن الغارات الجديدة قبل أربع أو خمس دقائق فقط من شنها.
ووفقا لموقع روسيا اليوم قال وزيرا لخارجية الروسى: "حتى إذا تحدثنا عن إجراءات منع وقوع الاشتباك المعتادة فى العلاقات بين العسكريين الروس والأمريكيين فإن مثل هذا الإخطار الذى يأتى بالتزامن مع تنفيذ الضربة لا يجلب أى منفعة"، مؤكدا على أن تواجد القوات الأمريكية فى سوريا غير شرعى ويتناقض مع جميع أعراف القانون الدولى، بما فيها قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2254 الخاص بالتسوية السورية.
ولفت سيرجى لافروف إلى أن العسكريين الروس والأمريكيين لا يزالون على اتصال دائم ضمن آلية منع وقوع الاشتباك، مشددا فى الوقت نفسه على الأهمية القصوى لاستئناف الاتصالات على المستوى السياسى والدبلوماسى بين موسكو وواشنطن بشأن سوريا، مستطردا : نأمل أن تشكل الإدارة الأمريكية الجديدة قريبا فرقها المعنية بهذا الشأن".
وأوضح وزير الخارجية الروسى ورود بيانات غير مؤكدة على أن الولايات المتحدة لا تنوى الانسحاب إطلاقا من سوريا، مؤكدا أن موسكو تنوى توضيح هذه المسألة فى اتصالاتها مع واشنطن، ومتابعا: نسمع فى الآونة الأخيرة بيانات متضاربة من مصادر مختلفة، ولم نستطع حتى الآن التأكد من صحتها، وبودنا أن نسأل الأمريكيين مباشرة بهذا الشأن. تزعم هذه البيانات بأنهم يتخذون قرارا بعدم الانسحاب من سوريا أبدا، حتى ما يصل إلى تدمير البلاد.
بدورها أكدت وزارة الدفاع العراقية، أنها فوجئت بالبيان الأمريكى حول استهداف عدد من المواقع داخل الأراضى السورية، متابعة أنها تستغرب لما ورد فى تصريحات وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن والمتعلقة بحصول تبادل للمعلومات الاستخباراتية مع العراق سبق استهداف بعض المواقع داخل الأراضى السورية.
وتابعت وزارة العراقية: "أننا فى الوقت الذى ننفى فيه حصول ذلك، نؤكد أن تعاوننا مع قوات التحالف الدولى منحصر بالهدف المحدد لتشكيل هذا التحالف، والخاص بمحاربة تنظيم داعش، وتهديده للعراق، بالشكل الذى يحفظ سيادة العراق وسلامة أراضيه".
وأجرى وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف اتصالا هاتفيا بنظيره السورى اليوم الجمعة، بعد ساعات من الضربات الجوية الأمريكية على فصائل مدعومة من إيران فى شرق سوريا.
وقال موقع دولت دوت آي.آر إير الحكومى أن "الجانبين أكدا ضرورة التزام الغرب بقرارات مجلس الأمن الدولى بشأن سوريا".
فيما دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج ون بين، جميع الأطراف المعنية إلى احترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وتجنب إضافة تعقيدات جديدة للوضع فى سوريا.
وأدلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بهذه التصريحات، اليوم الجمعة، خلال رد على سؤال حول تقارير تؤكد بأن الجيش الأمريكى شن ضربات جوية ضد بنية تحتية فى سوريا.
وكان وزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، أكد اليوم الجمعة، ثقته فى أنه قد تم ضرب الهدف الصحيح فى سوريا، وقال أوستن، فى تصريحات عقب الغارات التى شنها الجيش الأمريكى ضد البنى التحتية لتنظيمات مدعومة من إيران فى شرق سوريا، "متأكدون من أن الهدف الذى استهدف فى سوريا كان يستخدم من قبل الميليشيات التى نفذت الهجمات الصاروخية فى العراق"، مشددا "رسالتنا هي: لن نغض الطرف عن هجمات ميليشيات إيران".
وكان "البنتاجون" أعلن، فى وقت سابق، عن ضربة جوية أمريكية تمت بدقة عالية ضد تنطيمى كتائب حزب الله وكتائب "سيد الشهداء" المدعومين من طهران داخل الأراضى السورية.. وأنها تمت بناء على توجيهات الرئيس جو بايدن، وجاءت ردا على الهجمات الأخيرة التى استهدفت قوات أمريكية وأخرى تابعة للتحالف فى العراق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة