كل شائعة تثير الجدل، وتبث الريبة، وتصنع لغطا والقيل والقال، وتحدث نوعا من البلبلة وتخلق حالة من عدم الرضا العام لدى الشعوب ضد الدول، أشم فيها رائحة المرتزقة الإلكترونيين لجماعة الإخوان الإرهابية، وعندما تكون هذه الأكاذيب والأباطيل مغلفة بآيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو أقوال مأثورة، أو كلمات لأهل العلم، أتيقن أنها جاءت من تلك الحسابات الوهمية الممولة من داعمي الإخوان.
جماعة الإخوان الإرهابية والعقول المدبرة لها يدركون جيدا أن التنظيم خلال الفترة الماضية فقد الكثير والكثير، وأبرز ما فقده الحاضنة الشعبية، التي كانت تختبئ فيها الجماعة، وتوهم الخارج بأنها تمتلك أرضية شعبية جارفة، لكن مع ظهور الحقائق تبين للجميع أن التنظيم الإرهابى هزل وضعف وأصبح هشيما تذروه الرياح.
إصرار الإخوان على الذباب الإلكتروني له الكثير من الأسباب، أولها هذيان التنظيم وأذرعه المسلحة بسبب الضربات الأمنية الاستباقية التي تلقاها، وأصبحت جميع الحركات المنبثقة من التنظيم كحسم ولواء الثورة والمقاومة الشعبية الإرهابية في خبر كان.
ثاني الأسباب التى تدفع الإخوان للإصرار على فكرة اللجان الإلكترونية، سهولتها وبساطتها وتأثيرها السريع على عوام المواطنين، فالأمر برمته يحتاج إلى عنصرين الأول المال والثانى المرتزقة الإلكترونيين، وكلا العنصرين متوافران بكميات كبيرة، فالدول الداعمة للإرهاب والتطرف والجماعات الإرهابية عبارة عن ماكينة صراف آلي للجان الإلكترونية، والمرتزقة كثر ويأتون من كل حدبا وصوب.
لن أذكر مزيدا من الأسباب التي تدفع الإخوان وموالوهم على فكرة الإصرار بشأن اللجان الإلكترونية، ودعني أذكر لك أن فكرة اللجان الإلكترونية أو الذباب الإلكتروني أو مرتزقة السوشيال ميديا، ليست حديثة العهد بالإخوان، ولقد أسس حس البنا مؤسس التنظيم ما يمكن وصفه بـ"لجان التشويه" وهى أشبه باللجان الإلكترونية، وهذا ما كشفه أحمد السكرى، عضو اللجنة التأسيسية لجماعة الإخوان الإرهابية، والذى كان يشتهر برفيق حسن البنا.
أحمد السكرى كتب مقالا في 11 أكتوبر عام 1947 رصد خلاله كيف كان يشوه حسن البنا كبير الإخوان خصومه بالزور والبهتان، وقال "السكرى" نصا في مقاله:"لعل الناس عندما يطلع عليهم هذا النبأ، ولعل الإخوان حين يفجعون بهذا الخبر، لا يدرك أكثرهم السر فى اختيارك هذا الظرف بالذات لهذا الإجراء الشاذ الأليم، وإنه ليعز على ويؤسفنى الرد عليك بعدما فشلت جهود وسطاء الخير بيننا من خيرة الرجال وكرام الإخوان بسبب تمسكك بموقفك ورفضك انتهاج ما يصلح ذات بيننا، ثم تماديك إطلاق ألسنة السوء لتشويه سُمعتى والحط من كرامتى زورا وبهتانا كنت أفهم يا أخى أن يقضى هذا خلاف بالرأى إلى أن نحتكم إلى إخواننا فى الله، ليقضوا بيننا بروح الإسلام ومنهاج القرآن، أما أنك تستبد وحدك بالأمر، وتنزع ممن حضر من إخوان الهيئة التأسيسية يوم 9 تفويضا بإقصاء من تشاء وفصل من تشاء هربا من التحكيم، وفرارا من مواجهة الموقف، ودون تمكين من تتهمه أو يتهمك من إبداء رأيه والدفاع عن نفسه فإن هذه ديكتاتورية يأباها الإسلام وتاباها الشرائع والقوانين وتتنافى مع المنطق".
انتهى كلام أحمد السكرى رفيق حسن البنا ليكون بمثابة شهادة تاريخية تفضح كبير الإخوان ومؤسس التنظيم ومرشدها الأول، لتعرف الأجيال السابقة والحالية والمقبلة أننا أمام جماعة تستغل كل شاردة وواردة لخدمة التنظيم، فأرجوك لا تتفاعل مع أي شيء عبر السوشيال ميديا بجميع أنواعها حتى لا تنضم دون دراية للمرتزقة الإلكترونيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة