"الشراكة الحرام" بين "المافيا والنظام" فى تركيا.. جارديان: زعيم عصابة يشارك فى إدارة شئون الحكومة التركية.. دولت بهجى وعلاء الدين تشاكيجى شاركا فى سلسلة اغتيالات سياسية وأنقرة ترد الجميل بطريقتها الخاصة

الخميس، 25 فبراير 2021 03:20 م
"الشراكة الحرام" بين "المافيا والنظام" فى تركيا.. جارديان: زعيم عصابة يشارك فى إدارة شئون الحكومة التركية.. دولت بهجى وعلاء الدين تشاكيجى شاركا فى سلسلة اغتيالات سياسية وأنقرة ترد الجميل بطريقتها الخاصة أردوغان
كتبت: نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سلطت صحيفة جارديان البريطانية الضوء على مظاهر الفساد داخل النظام التركى بقيادة رجب طيب أردوغان، مشيرة في تقرير لها اليوم الخميس إلى أن عصابة المافيا التركية باتت فى الآونة الأخيرة "شريكاً في الحكم"، بعد ظهور مناخ جديد تتسامح فيه أنقرة مع الجرائم ومرتكبيها.

 

وبحسب تقرير الصحيفة، أصبح دولت بهجي فى السنوات القليلة الماضية وهو سياسي متطرف شريكا مؤثرا في ائتلاف حكومة اردوغان، بالإضافة إلى علاء الدين تشاكيجي وهو من أشهر رجال العصابات التركية والمتهم بارتكاب 41 جريمة قتل سياسي، وسجن بتهمة ضرب زوجته السابقة التى قتلت بالرصاص أمام ابنهما الصغير، وعلى الرغم من ذلك تم إطلاق سراحه إلى جانب العشرات من رجال المافيا خلال عفو كورونا العام الماضى، بينما تم تجاهل السجناء السياسيين.

 

دولت بهجي و علاء الدين تشاكيجي
دولت بهجي و علاء الدين تشاكيجي

 

وتمتد صداقة بهجلي وتشاكيجي الخاصة إلى عقود، حيث برز كلاهما في أواخر الثمانينيات كعضوين في الذئاب الرمادية، وهي جماعة شبه عسكرية تعمل اليوم كجناح الشباب لحزب الحركة القومية (MHP)، تلك الفترة في التاريخ التركي مظلمة ودموية، تتميز بالعنف بين المنظمات اليمينية المتطرفة مثل الذئاب الرمادية والجماعات اليسارية مثل حزب العمال الكردستاني (PKK).

 

وخلال هذه السنوات، دخلت وكالة المخابرات التركية في شراكة مع المافيا لتنفيذ اغتيالات سياسية - وهو ترتيب تم الكشف عنه في حادث سيارة عام 1996 أسفر عن مقتل نائب، ونائب رئيس شرطة اسطنبول، وزعيم جراي وولفز عبد الله تشاتلي ، وجميعهم كانوا في نفس السيارة.

 

وبعد عقود قضاها في الاختباء أو السجن أو الابتعاد عن الأنظار، يقوم اللاعبون من هذا العصر بإعادة دخول جريئة إلى المجال العام.

 

وأرسل تشاكيجي نفسه تهديدات بالقتل إلى زعيم حزب المعارضة الرئيسي أثناء قيامه بزيارات لشخصيات سياسية أخرى والتفاخر بأصدقائه في مناصب هامة على وسائل التواصل الاجتماعي. كما ظهر في صورة على إنستجرام جنبًا إلى جنب مع وزير الداخلية السابق ومسؤولين كبار بالجيش في منتجع بودروم في أكتوبر، في صورة نشرها رجل أعمال ثري على صلة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في أردوغان.

 

كما أن الهجمات في وضح النهار على سياسي وصحفي ومحامي ينتقد حزب الحركة القومية من قبل رجال بالعصي والبنادق في أنقرة الشهر الماضي كانت لها أصداء غير مريحة لانعدام القانون.

 

ووفقًا لريان جينجيراس، الأستاذ في كلية الدراسات العليا البحرية في كاليفورنيا ومؤلف كتاب "الهيروين والجريمة المنظمة وصنع تركيا الحديثة"، فإن السياق السياسي اليوم مختلف تمامًا، حيث قال: "عودة ظهور رجال العصابات الواقعيين مثل جاكيجي لا يمثل عودة المافيا بقدر ما يمثل الطريقة التي أصبح بها هؤلاء الرجال أصنامًا شعبية على اليمين التركي".

 

وأضاف: "ما تخبرنا به هذه الشخصيات هو أن هناك بيئة سياسية جديدة تتطور في تركيا - بيئة تم فيها تبرئة هؤلاء الرجال من جرائمهم الماضية ، وأصبح من الواضح أن حزب العدالة والتنمية يتبنى موقف حزب الحركة القومية المتشدد أو على الأقل لا يضر بمشروعهم السياسي.".

 

وكان حزب بهجلي السابق الهامش حليفًا إشكاليًا لأردوغان. يؤمن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بأنواع مختلفة من القومية - الإسلامي السابق والأخير علماني - مما يجعلهما على خلاف حول العديد من قضايا السياسة الداخلية والخارجية المهمة.

 

لكن يبدو أن إحياء اليمين التركي المتطرف كقوة سياسية بارزة من أهم الطرق التي تحولت بها التحالفات السياسية في تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب في عام 2016، بعد عزل معظم الشركاء السياسيين المحتملين الآخرين في العشرين عامًا الماضية، ومع استمرار شعبية حزب العدالة والتنمية في التراجع، لم يعد لدى أردوغان خيارات متاحة.

 

ووفقا للتقرير فان حزب العدالة والتنمية نفسه ليس غريباً على الفساد والفضائح الإجرامية بعد أن أدى تزايد شهرة حزب الحركة القومية وأصدقائه إلى تساؤل البعض عما إذا كانت تركيا قد تتحول بعد إلى دولة مافيا "حسنة النية".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة