تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الجمعة، العديد من القضايا الهامة أبرزها، رأي يقول إن ما تعيشه تونس اليوم هو نتاج ما أفرزته الانتخابات التشريعية من مشهد مشتت، فيما ذكرت افتتاحية البيان الإماراتية أنه ليس من الغريب أن تحل الإمارات في المركز الأول عربياً، في مؤشر التعافي الاقتصادي من آثار الوباء.
كسر العظام
آمال موسى
ذكرت الكاتب آمال موسى، أن ما يحصل في تونس منذ أسابيع من معركة كسر عظام يبدو أن المستهدف فيها أولاً وأخيراً البلد نفسه بما يعنيه من استقرار وتنمية. فالصراع على قيادة سفينة في ذروة العواصف والأمطار والرياح العاتية ليس بالفعل العقلاني بشكل عام ولا بالسلوك السياسي، وذلك من منطلق أن السياسة هي فن إدارة الواقع والممكن.
وأضافت أن ما تعيشه تونس اليوم هو نتاج ما أفرزته الانتخابات التشريعية من مشهد مشتت ومتنافر، الأمر الذي جعل من التوتر سمة ثابتة، ما فتئت تتراكم وتكبر. فلا توجد إرادة للتعايش والعمل سياسياً بقدر ما هناك دفع بالواقع السياسي إلى الصراع وإزاحة الطرف المعطل حسب مصلحة كل طرف.
ولعل الخوف الكبير هو أن الفشل في حل المشاكل بين الرئاسة والحكومة والبرلمان بصدد التحول إلى مرحلة التجييش السياسي للشارع، وهي معركة سيخسر فيها الجميع حتى من يدعي الشعبية والقاعدة الواسعة من الأنصار، وذلك لأن مثل هذا الخيار يضرب وظيفة مؤسسات الدولة وينشئ ثقافة شعبية تهمش الدولة ومؤسساتها، وهي ثقافة تهدد كل النخب التي ستحكم حاضراً ومستقبلاً.
إرادة التعافي
البيان
افتتاحية صحيفة البيان، أكد أن الإمارات تقدم مثالاً على التعافي الاقتصادي من آثار الجائحة العالمية، فبالتوازي مع حملات التطعيم المتعاظمة في الدولة ضد الوباء، والحفاظ على اتباع الإجراءات الاحترازية وقواعد التباعد الاجتماعي، تدور عجلة العمل في القطاعات الاقتصادية المختلفة، على نحو متزايد، مسجلة أرقاماً ومؤشرات لافتة على المستويين الدولي والإقليمي.
ليس من الغريب أن تحل الإمارات في المركز الأول عربياً، في مؤشر التعافي الاقتصادي من آثار الوباء، الذي نشرته مجموعة هورايزون البحثية، وهي النتيجة التي جاءت بدعم من عوامل وعناصر القوة التي تتمتع بها الدولة، وفي مقدمتها النظام المؤسسي القوي، والقدرات الرقمية العالية، علاوة على ارتفاع المستوى التعليمي للسكان.
وغني عن القول إن مظاهر التعافي تعود بوضوح إلى الأداء القوي للدولة بمختلف مؤسساتها خلال التعامل مع الجائحة، منذ بدايتها وحتى الآن، وما أظهرته السياسات الحكومية من مرونة اقتصادية كبيرة.
تداعيات ما بعد التبرئة
محمد السعيد إدريس
يرى الكاتب محمد السعيد إدريس، أن على مدى الأيام الأربعة التى شهدت محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب، كان فريق المحامين المكلف بالدفاع عنه حريصاً على وصف هذه المحاكمة بأنها «مسرحية»، ضارباً عرض الحائط بكل ما حدث فى يوم الأربعاء الدامى (السادس من يناير2021) من إرهاب وقتل ومطاردة، وجاء التصويت على قرار إدانة ترامب ليؤكد هذه الحقيقة المرة بأن المحاكمة لم تكن أكثر من مسرحية من جانب الطرفين: الديمقراطيون والجمهوريون، حيث لم يصوت على إدانة ترامب غير 57 عضواً من أعضاء مجلس الشيوخ، ورفض 43 عضواً، ولم يؤيد الإدانة من بين الأعضاء الجمهوريين الخمسين في المجلس غير سبعة أعضاء فقط، إلى جانب الأعضاء الديمقراطيين الخمسين، وكان المستهدف هو أن يدعم قرار الإدانة 17 عضواً على الأقل من الجمهوريين كي يتحقق شرط الثلثين المطلوب، أي 67 صوتاً على الأقل لتحقيق الإدانة.
وصف المحاكمة بأنها «مسرحية» يعتبر أحد حقائق المحاكمة فعلاً، فأعضاء فريق الدفاع تركوا القضية الأساسية التي هي الحقيقة الكبرى التي لا مهرب منها، أي أن ترامب طرف أصيل في جريمة الاعتداء على مبنى الكونجرس، على الأقل باعتباره «محرضاً» بتوافر الأدلة المادية، وهي الجريمة التي تعتبر اعتداء على الدستور وعلى القسم الذي أداه. وركزوا على الجانب الشكلي أي على حجة «عدم دستورية المحاكمة» انطلاقاً من أن ترامب لم يعد رئيساً حتى تتم المطالبة بعزله، وأنه بات خارج منصبه كرئيس. ولم يناقشوا الجريمة التي تستوجب الإدانة، وركزوا على عدم صحة الإجراءات التي وصفوها بعدم الدستورية، وزادوا على ذلك استنباط رأي آخر سعوا إلى ترويجه وهو أن الديمقراطيين يدركون عدم صحة المحاكمة لكنهم يواصلونها لأغراض انتقامية من شخص ترامب، ومحاصرة دوره المستقبلي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة