قبل عام تقريبًا، فكر الشاب الصعيدى بهاء العمدة في فكرة غريبة للغاية، تتمثل في قطع المسافة من الجيزة إلى أسوان أي حوالى 1000 كيلو متر تقريبا مسافرًا على ظهر حمارته ونيسة.
الشاب السوهاجى قال إنه هدف رحلته أن يعيش حياة أجداده، ويتعرف على طريقة تنقلهم بين المحافظات، قبل أن يتم اكتشاف وسائل النقل الحديثة.
وبعيدًا عما آثارته رحلة بهاء من حالة جدل ما بين سخرية واتهامات بعدم الرأفة بالحيوانات، هناك حكاية يجب أن تروى وتتعلق بالحمير وأنه كانت يومًا ما مُرخصة.
الحكاية تعود إلى زمن الخديوى إسماعيل والذى كان مفتونا بأوروبا وأراد تنظيم كل شيء حتى "الحمير" أراد أن يكون لها نظام ترخيص خاصة بها.
وبحسب مراجع تاريخية فإن السلطات المختصة بالتنقل آنذاك، حددت قيمة إصدار الرخصة الواحدة بقيمة 60 قرشًا سنويًا، وكان الحمار يسير في الطريق طالما يحمل راكبه رخصة مقننة وحديثة، ويُكتب عليها اسم صاحب الحمار ولون الحمار.
ويتواجد حاليا في متحف السكك الحديدة رخص قديمة للدواب في العصر الملكي، بينها "رخصة الحمار"، تحمل رقم 176 – القاهرة، وكانت ملك للخواجة "نخلة بدير" الذي أهداها أحفاده للمتحف، كنوع من الهدايا التاريخية لتظل هذه الرخصة باقية كتذكار شاهدًا على تاريخ العمل الشاق للحمير في أسفار المصريين ورحلاتهم قبل زمن المواصلات الحديثة.
وبالمثل نسأل هل تعيد الحمارة ونيسة مجد أسلافها وتدخل التاريخ بعد انتهاء رحلة صاحبها بهاء العمدة؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة