عندما نقول إن مصر بلد جميلة، فلسنا نبالغ أو ندعى شيئا غير موجود، فقد رزقها الله سبحانه وتعالى مظاهر جمالية متعددة، كما رزقها شعبا محبا للجمال بطبعه، وعلى مدى تاريخها الطويل كان هناك حكام ومسئولون مهتمون بصناعة الجمال وصيانته، وآخرون دفعوها للتراجع الجمالى بشكل غير متوقع.
وانطلقت، مؤخرا، حملة مهمة لتنظيف وصيانة التماثيل الموجودة بالميادين العامة بجميع المحافظات المصرية، أطلقتها وزارة السياحة، تحت الإشراف المباشر من الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
يتوافق ذلك مع ما تقوم به وزارة الثقافة، خاصة جهاز التنسيق الحضارى، من تطوير فى كثير من ميادين مصر إضافة إلى منطقة القاهرة الخديوية.
مثل هذه المشاريع مهمة جدا، وجزء أساسى من إعادة بناء المجتمع وتطويره السلوكى والتعليمى والاقتصادى أيضا، لقد عشنا كثيرا تحت سطوة بعض الأفكار المغلوطة ومنها أن الاهتمام بالجمال والفن والثقافة يأتى متأخرا بعد الانتهاء من أنظمة الأكل والشرب وما يلحق بهما، وهى أفكار غير سليمة أبدا، فبناء الإنسان يحتاج إلى توازن، لأنه كما نعرف جميعا هو جسد وروح.
المهم، أن هذه المبادرات بدأت بالفعل وأخذت طريقها للتحقق، والقاهرة الخديوية بالفعل أتت الكثير من ثمارها، لكننا فى انتظار أن يستمر الأمر حتى تتحول ميادين مصر جميعها المشهور منها والمجهول إلى مناظر جميلة جذابة، وحتى يتحول ذلك إلى سلوك شخصى لدى الناس فيصنعون الجمال بأيديهم ويحافظون عليه.
ويدفعنا الكلام للتذكير بمبادرة مهمة انطلقت على ما أعتقد فى 2016 اسمها "مبادرة تطوير الميادين المصرية" وقد تبناها حوالى عشرين فنانا مصريا من أشهر الأسماء البارزة فى مجال النحت، وكانت المبادرة تحت رعاية "حلمى النمنم" وزير الثقافة، فى ذلك الوقت، وكان يقوم على تنفيذها كل من المهندس محمد أبو سعدة والدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية ويتولى الفنان "إيهاب اللبان" مهمة "المنسق العام" للمبادرة، وفى ظنى يمكن التنسيق بين كل هذه الجهات للخروج بالشكل الأجمل للميادين المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة