تمر، اليوم، ذكرى صدور حكم الإعدام على الفيلسوف اليونانى سقراط، الذى يعتد أحد مؤسسى الفلسفة الغربية، إذ صدر الحكم فى 15 فبراير عام 399 ق.م، وذلك بعدما سعت حكومة الطغاة الثلاثين لأن يطلبوا من سقراط وأربعة آخرين تنفيذ حكم إعدام ظالم على حاكم سلاميز، كما حوكم لإنكاره الآلهة وإفساد أخلاق الشباب، والحقيقة أن كبار فلاسفة اليونان القديمة، بعضهم ارتبطت قصة وفاتهم بقصص وأساطير، منهم من أعدم، آخرون تم تصفيتهم، ومنهم صورت الأساطير على أنه رفع إلى السماء، ليخلد كفيلسوف عظيم وأسطورة باقية على مر الزمن، ومن هؤلاء:
سقراط
وبحسب كتاب "أوروبا تاريخ وجيز" تأليف جون هيرست، فإن عملية الإعدام فى ذلك الوقت فى أثينا كانت تقام سريعا فى المعتاد، لكن إعدام سقراط أجل بسبب أعياد دينية، وكان يمكنه أن يهرب، وتمنت السلطات حينها بعض التمنى أن يهرب، لكنه رفض هذا الخيار، على حد وصف المؤلف، وكان يقول دائما: "لماذا التمادى فى التمسك بالحياة، إذا لم أكن سأعيش للأبد؟".
وبحسب عدد من الدراسات الأخرى فإن وسائل هروب سقراط من سجنه قبل تنفيذ حكم الإعدام كانت ميسرة، حيث كان بإمكان تابعيه أن يقدموا رشوة لحراس السجن، لكنه رفض ذلك احتراما للقوانين.
ويذكر جون هيرست فى كتابه سالف الذكر طريقة إعدام سقراط، وكانت بأن يشرب سما مستخرجا من نبات الشوكران، وترجاه تلامذته أن يؤخر شرب السم، إذ كان عليه أن يشرب السم فى نهاية اليوم، ولم تكن الشمس قد غربت بعد وراء التلال، لكنه أكد أنه سيشعر بالمهانة أمام نفسه إذا تمسك بالحياة، وأخذ السم بكل هدوء، وبلا أى علامة لعدم استساغته قائلا: "إن هذا السم يقتل سريعا".
أفلاطون
قضى أفلاطون آخر سنين حياته مع كتاباته، أما الظروف التى أحاطت بموته فيكتنفها الغموض بالرغم من أنه من المؤكد تقريبًا أنه مات فى أثينا حوالى عام 348 قبل الميلاد وكان فى بداية الثمانينات من عمره، ويشير باحثون إلى أنه توفى أثناء حضوره حفلة زفاف فيما يعتقد آخرون أنه مات بسلام أثناء نومه.
ويقال أن أفلاطون مات ميتةً هادئةً عام 347 ق.م فى نفس يوم ميلاده -فى نفس اليوم الذى ظهر فيه أبولو فى الأرض (بحسب معتقدات الإغريق)، وهكذا ربط الأسطوريون بين أفلاطون وإله الشمس، وسادت أفكار بأنه ابن أبولو، وقد أقيم له ضريح بعد موته، وأصبح تلاميذه يحتفلون سنوياً بعيد ميلاده ووفاته، حيث كانوا يعتبرون ذلك اليوم مقدساً، لأن الآلهة أنجبت فيه أفلاطون هدية منها للبشرية بحسب رأيهم.
أرسطو
فى عام 322 قبل الميلاد وبعد سنة من هربه من أثينا، أُصيب أرسطو بمرضٍ هضمى أودى بحياته، وانخفض تداول أعماله واستخدامها بعد قرن على وفاته ولكن أُعيد إحياؤها فى القرن الأول، ومع مرور الوقت وضعت الأساس للفلسفة الغربية لأكثر من سبع قرون.
فيثاغورس
تختلف الروايات التى تتحدث عن وفاة فيثاغورس، فيقال إنه قتل على يد بعض الغوغاء الغاضبين، أو أنه قد قُبض عليه فى حرب بين أغريجنتوم والسيركوسانيين وقتل على يد سيراكوسانز، أو أن مدرسته فى كروتونا قد أحرقت فذهب إلى ميتابونتوم حيث امتنع عن تناول الطعام حتى الموت.
وقد ذُكر فى روايتين على الأقل أن فيثاغورس رفض الدوس على محصول من نباتات الفول خلال هربه، مما أدى إلى الإمساك به.
على كل حال، تعد نظرية فيثاغورس حجر زاوية فى الرياضيات، وما تزال مثيرة للاهتمام لعلماء الرياضيات، إذ ثمة هناك أكثر من 400 برهان مختلف لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة