تمر اليوم ذكرى قضاء الدولة الفاطمية على فتنة القرامطة، فى 15 فبراير عام 930 م، ولكن من هم القرامطة؟ نعتمد في إيراد هذه المعلومات على ما ورد في كتاب القرامطة لـ محمود شاكر:
ينتسب القرامطة إلى حمدان بن الأشعث الأهوازى الملقب (قرمط)، ويعود فى أصله إلى خوزستان، وقد عرف فى سواد الكوفة حوالى عام 258هـ، وكان يظهر الزهد والتقشف فى أول عهده، فاستمال إليه بعض الناس، وقد لقب بـ(قرمط) لقصر كان فيه.
التقى قرمط بأحد دعاة التشيع وهو (حسين الأهوازى) الذى كان يتجول فى سبيل دعوته، فاجتمع به وهو فى طريقه من السلمية فى بلاد الشام إلى سواد الكوفة، وذلك حوالى عام 265هـ، ولم يلبث أن أصبح (قرمط) من أتباع (حسين).
كان حسين في دعوته ينتقد العباسيين ويتذمر من وضعهم، فلقى هذا مكانا فى قلب (حمدان)، وعندما مات (حسين) أصبح (حمدان) القائم بالأمر مكانه، بناء على عهد منه، حيث ترقى (قرمط) فى درجات الدعوة الإسماعيلية بسرعة فائقة نتيجة جده ونشاطه.
والقرامطة جماعة من الإسماعيلية افترقوا عنهم من أجل الزعامة أولا، ثم كانت بعض الخلافات الفكرية إذ تعتقد الإسماعيلية بإمامة أبناء محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق من بعده وتتابعهم، على حين يعتقد القرامطة أن محمد بن إسماعيل حى لم يمت، وله داعية يمثله ويعمل برأيه وحسب تعليماته.
وبينما يعد الشيعة أئمتهم معصومين فإن الإسماعيلية تسوى بين الأنبياء والأئمة، كما خلعت على أئمتها صفات إلهية، أما القرامطة فتعتقد أن روح الله تحل بإمامهم.
اتخذ القرامطة كل وسيلة يمكن أن تجمع الناس حولهم، وسواء أكانت الوسيلة شريفة أم غير ذلك فالأمر واحد.
أظهر القرامطة فى بداية أمرهم الزهد حتى يقبل الناس عليهم، فالدين أكثر ما يحرك النفوس، والمجتمع الذى وجدوا فيه لا يخضع إلا لمن عرف بتقواه، ولكن إذا ما دان لهم أتباعهم ووثقوا بهم، أخضعوهم لمرحلة بعد مرحلة حتى إذا وصلوا إلى المرحلة الأخيرة رفعوا عنهم التكاليف الشرعية، وأعلنوا لهم أن هذه التكاليف إنما وضعت وفرضت على المغفلين.
التنظيم الذى قامت عليه الدعوة الإسماعيلية فى النصف الثانى من القرن الثالث هو الذى جعلها تحرز بعض النجاح فى بعض المناطق هذا بالإضافة إلى الخوف الذى أصاب الناس من كثرة جرائمها ووحشية أتباعها، وما القرامطة إلا فرع من الإسماعيلية.
حاول بعض المؤرخين إيجاد عقيدة للقرامطة تجمع بين فرقهم المختلفة وتجمعاتهم فى مناطقهم المتباينة لذا وقعوا فى تعقيدات واستنتجوا نتائج لم تكن واردة لدى القرامطة أو أوجدوا لهم عقيدة لم يفكروا فيها أبدا، والواقع أنه لم يكن للقرامطة عقيدة يدينون بها أو مبدأ يؤمنون به
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة