يعتبر الشيخ مصطفى عبد الرازق، شيخ الأزهر الراحل، باعث الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، كما يعد الشيخ مصطفى عبد الرازق، من أبرز من تولوا مشيخة الأزهر الشريف، وهو رائد الفكر الفلسفي الإسلامي، فضلًا عن كونه أديبًا وشاعرًا، كما كان كاتبًا صحفيًا متميزًا.
وتتلمذ الشيخ مصطفى عبد الرازق على يد كبار علماء الأزهر الشريف، وتبحر في مختلف العلوم الشرعية واللغوية، وتخصص في دراسة الفلسفة، وحصل على الشهادة العالمية عام 1908، والتقى خلال دراسته بالإمام محمد عبده وأصبح من خواص تلاميذه وتأثر بمنهجه وأفكاره الإصلاحية.
وترك الشيخ مصطفى عبدالرازق للمكتبة الإسلامية والإنسانية تراثًا فكريا وعلميًّا مهمًّا، فقد كتب مصنفات في الأدب والتصوف، إلا أن كتاباته في الفلسفة كانت أهم ما قدمه للفكر العربي والإسلامي، حيث يعد رائد الفكر الفلسفي الإسلامي الحديث، فقد نجح في تفنيد تبعية الفلسفة الإسلامية للتراث اليوناني، وأثبت أن نشأة الفلسفة في كتابات المسلمين كانت سابقة على اتصالهم بالفلسفة اليونانية، ومن أهم ما كتبه الشيخ مصطفى عبدالرازق في الفلسفة، كتاب (تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية) الذي يعد أهم وأشهر كتبه على الإطلاق.
الشيخ مصطفى حسن عبد الرازق (حوالي 1304 هـ / 1885م - 24 ربيع الأول 1366 هـ / 15 فبراير 1947م) مفكر وأديب مصري، وعالم بأصول الدين والفقه الإسلامي شغل منصب شيخ الجامع الأزهر الشريف، ويعتبر مجدد للفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، وصاحب أول تاريخ لها بالعربية، ومؤسس "المدرسة الفلسفية العربية"، تولى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرات، وكان أول أزهري يتولاها، واختير شيخا للأزهر في ديسمبر 1945م / محرم 1365 هـ.
ولد مصطفى عبد الرازق في أسرة وطنية ثرية في قرية أبو جرج بمحافظة المنيا؛ فكان والده حسن عبد الرازق من مؤسسي جريدة "الجريدة" التي دعت إلى الحكم الدستوري والإصلاح الاجتماعي والتعليم، وكذلك كان والده من مؤسسي "حزب الأمة". حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر، حيث التقى بالشيخ الإمام محمد عبده، وهناك حصل على شهادة العالمية سنة (1326 هـ / 1908م). ودرّس القضاء الشرعي في الأزهر. ثم استقال.
سافر إلى فرنسا ودرس في جامعة "السوربون"، ثم جامعة ليون التي حاضر فيها في أصول الشريعة الإسلامية. حصل على شهادة الدكتوراه برسالة عن "الإمام الشافعي أكبر مشرعي الإسلام"، وترجم إلى الفرنسية "رسالة التوحيد" للإمام محمد عبده بالاشتراك مع "برنار ميشيل" وألفا معا كتابا بالفرنسية.
عين موظفا في المجلس الأعلى للأزهر، ثم مفتشاً بالمحاكم الشرعية، وكان نشطا في الصحافة والسياسة. في عام (1346 هـ / 1927م) عين أستاذا مساعدا للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)، ثم أصبح أستاذ كرسي في الفلسفة، وأصدر أهم كتبه الفلسفية "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية"، وكتاب "فيلسوف العرب والمعلم الثاني". تتلمذ علي يديه نجيب محفوظ حيث أدرك محفوظ أهمية العربية الفصحي في الكتابة بديلا عن العامية.
شقيقه علي عبد الرازق كان وزيراً للأوقاف وهو صاحب كتاب الإسلام وأصول الحكم الذي أغضب عليه الأزهر فسحب منه شهادته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة