31 عاما مرت على ذكرى لإفراج عن زعيم المؤتمر الوطنى الأفريقى نيلسون مانديلا بعد سجن استمر 27 عامًا من قبل سلطة جنوب أفريقيا العنصرية، الذى تحول إلى أيقونة مناهضة العنصرية فى جنوب أفريقيا والقارة السمراء، هو"ماديبا" أو العظيم المبجل وهو اللقب الذى يطلقه عليه أفراد قبيلته، ويعد زعيما مناهضا لنظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا، وأول رئيس أسود يتولى منصب رئيس جنوب أفريقيا أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق عام 1994، واستمر فى المنصب حتى عام 1999.
زار نيلسون مانديلا مصر 3 مرات، الأولى كانت فى الستينات القرن الماضي، والتى التقى خلالها الرئيس الراحل أنور السادات، والزيارة الثانية بعد خروجه من السجن فى أوائل التسعينيات، والزيارة الأخيرة فى 1995.
الزيارة الأولى
بحسب كتاب "نيلسون مانديلا"، عبد العزيز عبد الرحمن حسين، فإن مانديلا كان يحلم بزيارة مصر مهد الحضارة الإفريقية وكنز الجمال، وكان فى صغره، يحلم برؤية الأهرام وأبى الهول ونهر النيل، ولم يكن يدرك أنه سيزورها بالفعل عندما يكبر، وعندما زار مانديلا مصر عام 1962، وكان بصحبته السياسى الجنوب إفريقى أوليفر ريجنالد تامبو، أعجب بالتحول الاقتصادى الذى أحدثه عبد الناصر إلى الاشتراكية، وكذلك أعجب بخطط التصنيع والتعليم، وتمنى مانديلا أن تحذو جنوب أفريقيا حذو مصر فى التقدم والديمقراطية.
وبحسب حوار سابق للسفيرفوق العادة لدى منظمة حركة التحرير الأفريقى لدول شمال أفريقيا والعالم العربى، محمد عبد الغفار، سعى مانديلا إلى تدشين فروع لحركة التحرير الأفريقى فى مصر خلال ستينيات القرن الماضي.
أرض الكنانة كانت الوجهة الأولى للمناضل مانديلا عام 1961، واستغرقت رحلة نيلسون مانديلا من جنوب أفريقيا حتى جنوب السودان نحو شهرين، ثم استقل طائرة إلى مصر، وعند وصوله كانت حالته يرثى لها، لدرجة أن حذائه تمزق، وقطع مسافة كبيرة "حافيًا" للدفاع عن قضيته، لافتتاح مكتب لحزبه المؤتمر الذى كان يسعى لحل الأزمة فى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال، وكانت تلك الرحلة السرية بالتنسيق مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومساعده محمد فائق، وقضى نيلسون مانديلا فى مصر ما يقرب من عام بمنطقة الزمالك بالقاهرة، بعدها رحل إلى جنوب أفريقيا وألقى القبض عليه هناك.
الزيارة الثانية
سجن نيلسون مانديلا ما يقرب من 27 عاما فى جنوب أفريقيا بتهمة إثارة العنف والتآمر مع دول أجنبية، وبعد الإفراج عنه عام 1991، عادت مصر لتكون واجهته الأولى مرة أخرى، واستقبلته مصر كرمز للنضال والكفاح من أجل الحرية، وازدحمت الشوارع بمؤيديه من المصريين والأفارقة.
ويذكر كتاب "تجربة جنوب أفريقيا : نيلسون مانديلا و المصالحة الوطنية" للكاتب محمد صادق إسماعيل، إن مانديلا عاد مرة أخرى إلى مصر، فى زيارة عام 1992، ووقف أمام ضريح الزعيم الراحل جمال عب الناصر، يخاطبه: "كنت هناك فى طرق القارة أشب على أطرف أصابعى حتى ترانى، عفوا لقد تأخر موعدنا معكم 25 عاما، حيث كان من المفترض أن يلتقى الزعيمان فى القاهرة، لكن تعذر ذلك بعد إلقاء القبض على مانديلا وإيداعه السجن فى بلاده.
الزيارة الثالثة
أما المرة الأخيرة التى زار خلالها مانديلا مصر فكانت بصفته رئيس حر منتخب لدولة جنوب أفريقيا، وكانت هذه الزيارة الأخيرة له فى مصر عام 1995، وكانت بنفس حفاوة زيارة عام 1991 ولكن أكثر تنظيما، كما قال محمد عبد الغفار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة